طال أسر العراق في سجون العنف والإرهاب بينما يتلذذ الإرهابيون بدماء الأبرياء خارج السجون، يلتهمون ما تبقى من جسد العراق الجريح، فيشهدالعراقمؤخراً تصاعداً في أعمال العنف المستمرة التي تستهدف عناصر الأجهزة الأمنية والمدنيين، فقتل 9 عناصر شرطة بينهم ضابط وأصيب شرطي، بهجوم مسلح اليوم الأربعاء في مدينة الموصل شمال العراق. وقال مصدر أمني، إن الهجوم أستهدف مقراً تابعاً للشرطة الاتحادية في منطقة البشمانة جنوب الموصل. وأضاف المصدر أن المهاجمين استخدموا الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون خلال الهجوم، الذي عقبه انفجار سيارة مفخخة استهدفت سيارة الإسعاف التي كانت متوجهة إلى مكان الهجوم.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم أمس الثلاثاء بإن المحاصصة الطائفية هي التي تسببت بانتشار الفوضى في كل المؤسسات، وأشار إلى أن الدولة تتعرض لانتكاسة بسبب شركاء في العملية السياسية لا يريدون النجاح للحكومة.ولو كانت مؤسسات الدولة منسجمة، وعملية وضع العصي في عجلة الدولة غير موجودة، لكان العراق الآن هو الدولة الأولى في المنطقة.
ومازالت القوات العراقية تبحث عن 150 من قياديي تنظيم "القاعدة" الذين فروا مع نحو 350 آخرين من سجن "أبو غريب" قرب بغداد ليلة الاثنين 22 تموز.
ومن جانبه طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، البرلمان باستدعاء المالكي على خلفية أحداث سجني "أبو غريب" و"التاجي"، متمنياً ألا يكون الهروب من سجن أبو غريب صفقة واتفاقاً. ووصف ما حدث بأنه الخرق الأمني الأكبر في تاريخ العراق، مشيراً إلى أن هذا الحادث دليل على أن بغداد تعيش في انحطاط أمني وهي أسيرة الإرهاب والميليشيات والدكتاتورية والشهوات والتمسك بالعروش.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشدة التفجيرات التي استهدفت مناطق متفرقة بالعراق خلال اليومين الماضيين واستنكر الهجوم الذي تبناه تنظيم ما يسمى "بالدولة الإسلامية في العراق" واستهدف سجني أبو غريب والتاجي، وأسفر عن مقتل العشرات من رجال الأمن والسجناء. وأكد بأن مثل هذه الأعمال الإجرامية إنما يدفع ثمنها من لا ذنب لهم، وشدّد العربي على ضرورة التصدي للإرهاب بكافة أشكاله، وجدد التأكيد على دعم الجامعة العربية للعراق، واستعدادها الفوري للقيام بما يطلبه العراق، وبما يحقق استعادة الأمن والاستقرار وتجنيب الشعب العراقي المزيد من المآسي.