ترسخت لدى اللبنانيين قناعة مفادها أن الأزمة السورية طويلة ولا أحد يستطيع التنبؤ بموعد رسوَها على شاطىء الأمان فلا المجتمع الدولي جاهز الى تبني حل وفرضه على الجميع ولا الدول المتقاتلة في سورية بوارد التوصل الى حل ولا السوريين أنفسهم بمؤمنين بالحل ولا المشاركين والمساهمين في حرب سورية بقادرين على حسم المعركة وحسم المستقبل السياسي لسورية .
اذاً معضلة الحلَ في سورية دفعت الطبقة السياسية في لبنان الى دعوة الرئيس الحريري مجدداً الى تشكيل الحكومة في مرحلة أثبتت فيها قوى 8آذار فشلها الذريع في ادارة السلطة بعد وعود معسولة من قبل جهابزتها بأن حكومتهم ستكون "الحاج خلاص" وستشَع على اللبنانيين بسنين من ضؤ "الصهر" بعد أن باع الفاسدون من الحريرين الدولة وأجهزتها وأفلسوا البلد وجعلوه في مهب رياح الفقر .
أطنبنا عون وفرقته بالشفافية والمسؤولية والمفاجأة في الحكومة ووزاراتها التنفيذية بحيث سيدرك اللبناني أنه سويسري أو فرنسي وسينسى أنَه عربي لسرعة في الخدمات وتطوراتها الهائلة .
هرب الرئيس ميقاتي سريعاً من رئاسة حكومة لعبت دور الاسفنجة في الحانات وتجاوب الداعون سابقاً الى حكومة من 8آذار مع أي شخص يرشحه تيَار المستقبل وترضاه المملكة العربية السعودية هرباً هم أيضاً من مسؤولية أفرغوها من كلَ شيء سوى من خطابات رنَانة ومؤتمرات صحفية لصبية الزعماء من الأصهرة والأقارب وذوي النسب والحظوة ممن يمسحون العباءات ويلمعون الأحذية .
لا افهم كيف يتحول السارق والفاسد والعميل وعديم الخبرة والولد ومن تستحي به قيادات ماوراء المكان والزمان لأنه لايصلح لكي يكون بواباً على باب الحكومة ؟
الى مطلب وطني وباجماع دهاقنة الثامن من آذار لأنه يملك مفتاح الحلَ لأزمات لبنان المتعددة ...هنيئاً لسعد الحريري هذا الاعتراف بعد سنين عجاف من قبل جهة لم تبق شيئاً الاَ وقالته بسعد الولد .
هذه هي الطبقة السياسية المطبقة على اللبنانيين تبيع وتشتري ساعة تشاء وأنَى تشاء ولصالح من تشاء ...
عُذراً من الرئيس الحريري نحن نختلف معك في كثير ومنها سعيك للمقايضة في أي شيء مقابل السلطة كما فعلت سابقاً .. ما حاولته هنا هو الاماءة الى صُنعة السياسة في لبنان وسلعها الرخيصة .