بعد خطاب نصر الله التبشيري وفي أقل من 48 ساعة جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري للعودة إلى لبنان والترشح لرئاسة الحكومة الجديدة، وكأن الثنائي الشيعي وجد بأن "الحريري" زعيم الطائفة السنية هو الوحيد القادر على حمل كرة النار التي تلتهب في الحكومة اللبنانية، والقاهر الوحيد للشارع السني الذي عاثت فيه بعض الظواهر المتطرفة فساداً إثر غيابه الطويل عن لبنان الذي كان بمثابة درسٍ لن ينساه اللبنانيون.
فبعد هذا الجو المتفائل بالغد الأفضل للبنان جاء قرار وزراء خارجية الاتحاد الأوربي باتخاذ قرار إدراج الجناح العسكري لحزب الله اللبناني الشيعي على لائحة المنظمات الارهابية للاتحاد الأوروبي ليعكّر صفو التفاؤل اللبناني، إثر هذا القرار الذي سيؤثر سلباً على لبنان وعلاقاته الدولية.
إلا أن مصادر دبلوماسية أكدت من بروكسل أن وزراء الخارجية المجتمعين في بروكسل أعلنوا عن رغبتهم في مواصلة الحوار مع كل الأحزاب السياسية اللبنانية بما فيها حزب الله الذي يلعب دورا اساسياً في المنطقة.
فنجحت بريطانيا بإقناع شركاءها في الاتحاد الأوروبي بوضع الجناح العسكري لحزب الله على اللائحة السوداء مستشهدة بأدلة على أنه كان وراء تفجير حافلة في بلغاريا العام الماضي.
وأوضحت بريطانيا، مدعومة من فرنسا وهولندا ودول أخرى، أن تزايد تدخل حزب الله في الحرب السورية يعني أن لبنان في موقف هش بالفعل وأنه يتعين على الاتحاد الاوروبي دراسة احتمال وقوع هجمات في أوروبا في المستقبل.
هذا واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أن قرار إدراج حزب الله على لائحة الارهاب إنجاز لوزارة الخارجية الاسرائيلية.
وأعلن وزير الخارجية الهولندي فرانس تيمرمانس بأنهم إجتازوا مرحلةً هامة اليوم بمعاقبة الجناح العسكري للحزب من خلال تجميد أرصدته وبلبلة تمويله وبالتالي الحد من قدرته على التحرك.
فما هي تداعيات هذا القرار على لبنان وحزب الله الذي يُعتبر مكوّناً أساسياً من مكوّنات المجتمع اللبناني، وهو مُمثل في السلطة الدستورية اللبنانية، فهل ستميّز دول الاتحاد الأوربي بين الجناح السياسي والجناح العسكري لحزب الله، وما هو مصير الصراع اللبناني الإسرائيلي في ظلّ هذا القرار وما مصير لبنان في حال تم اتهامه بالتعامل مع منظمة إرهابية، وهل سيستطيع هذا القرار أن يغيّر من سياسة حزب الله الضالعة بمساندة نظام بشار الأسد والتي كلّفت الحزب ثمنا باهظاً..؟؟!!