فاجأ السيد حسن نصر الله مساء أمس الجماهير التي تكرهه قبل التي تحبه بالخطاب الهادئ المُعترِف بالشراكة في الوطن، الذي لم تعتَد الناس على سماعه من سماحة الأمين العام لحزب الله، وذلك خلال الإفطار السنوي الذي أقامته هيئة دعم المقاومة الاسلامية في مجمع سيد الشهداء وفي عدد من مناطق لبنان.
حيث أعلن السيد حسن نصر الله استعداده للحوار دون قيد أو شرط، وقبل تشكيل الحكومة أو بعدها، وشدد على دور المؤسسة العسكرية واصفاً إياها بآخر الضمانات.
واستهل كلمته بالتذكير بما للمقاومة في لبنان من رؤية وأهداف واضحة ووظيفة وطريق واضح،وجزم بأن النقاش حول شرعية السلاح أو عدمه لن يوصل إلى مكان، وطالب بالإنتقال إلى التساؤل حول الحاجة إلى المقاومة التي ستبقى عصيّةً على الكسر ولم تفشل لأنها نابعة من إرادة شعبية وليست تنظيماً. واعتبر أن التجربة أثبتت بأن مشروع أميركا الأول في المنطقة هو "إسرائيل"، وأميركا تتخلى عن حلفائها من أجل مصالحها، ولكن أميركا لم تعد القوة التي تفرض إرادتها على العالم.
وأكد نصر الله على دور المؤسسة العسكرية الوطني كشريك للمقاومة، واعتبر بأن سقوطها سيؤدي إلى سقوط السلم والاستقرار والدولة والبلد، ويجب المحافظة على الجيش، وعدم تشتيته، فالجيش هو ضمانة البلد، وهو شريك المقاومة، وحذر من أن الوضع الأمني الذي نشهده اليوم جديد، ودعا الجميع إلى الانتباه والحذر.
وفيما يخص الأزمة الحكومية رفض السيد حسن سياسة العزل والاقصاء، لأن نظرية العزل في لبنان لا تنفع، وليس هناك خيار أمام أي شعب ليبني دولته إلا أن تتحاور الناس مع بعضها معلناً عن سياسة اليد الممدودة رافعاً شعار: "هذا البلد للجميع وعلينا حمايته جميعاً من العدو الذي يهدد شعبنا وكرامته ". ورأى بأن الدفاع عن لبنان مسؤولية جميع أبنائه، وهناك حاجة وطنية جدية لوضع استراتيجية دفاع وطنية، ومن الطبيعي أن تكون المقاومة التي حطمت مشروع الشرق الأوسط الجديد، في دائرة الاستهداف.
فهل يمكننا أن نلتمس في خطاب نصرالله الذي يُعتبر عضواً فاعلاً وأساسياً ليس في لبنان فقط بل في المنطقة ككل، تبشيراً بمرحلةٍ جديدة من الحوار بين الأطراف اللبنانية المتخاصمة. وهل يتعدى هذا التبشير المناخ اللبناني ليشير إلى مناخٍ إقليمي ودولي جديدبدأت ترتسم ملامحه بهدوء على ألحان هذا الخطاب التبشيري،عسى أن يشهد لبنان تطورات تنقله من التوتر إلى رحاب التهدئة التي طال انتظارها..