تتقسم ميادين مصر اليوم الجمعة بين مناصرين ومعارضين، بين مدافع عن شخص باسم الشرعية وبين مدافعٍ عن وطن باسم إرادة الشعوب، بينما تنفذ قوى الأمن المصرية خططاً أمنية مكثفة خوفاً من العنف الذي يمكن أن يتسلّل إلى النسيج الاجتماعي المصري مستغلّاً الظروف التي تحيط بهذا النوع من المظاهرات الحاشدة.
بينما يتعهد الرئيس المؤقت لمصر "عدلي منصور" بحماية البلاد من الإنزلاق نحو الفوضى. وأكد اليوم في ذكرى حرب أكتوبر التي اندلعت مع إسرائيل في العاشر من رمضان سنة 1973، التزامه وحكومته بتحقيق الاستقرار وخوض ما سماه معركة الأمن حتى النهاية، قائلاً: "إننا نمر بمرحلة حاسمة من تاريخ مصر يريد لها البعض أن تكون طريقاً الى المجهول ونريد لها أن تكون طريقاً إلى الأفضل".
كما وأقدمت وزارة الخارجية المصرية اليوم على إلغاء جوازات السفر الدبلوماسية الصادرة للرئيس المعزول محمد مرسي وأسرته، بسبب انتفاء الصفة الوظيفية لهم. وأوضحت بأن ذلك جاء بناء على طلب رسمي من رئاسة الجمهورية، ووفقاً للائحة جوازات السفر المصرية الرسمية.
بينما حذرت قيادات الجيش المصري من الانحراف عن المسار السلمي للتعبير عن الرأي أو اللجوء إلى أي أعمال عنف خلال تظاهرات اليوم، وأكد المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد أركان حرب أحمد علي في بيان أن من سيلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية في تظاهرات الجمعة، سوف يعرض حياته للخطر، وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقاً للقانون، حفاظاً على أمن الوطن والمواطنين.
هذا ونفذ أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مسيراتهم اليوم عقب صلاة الجمعة في إطار ما يسمى "مليونية كسر الانقلاب"، للمطالبة بعودة مرسي، وسط خطة أمنية موسعة كانت قد أعلنت عنها وزارة الداخلية في وقت سابق.
ومن جانب آخر يجتمع معارضو مرسي اليوم لأداء صلاة الجمعة في ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية خلال مليونية أخرى أطلق عليها "مليونية النصر والعبور". ومن المتوقع أن يزداد عدد المتظاهرين بحلول المساء للمشاركة في إفطار جماعي، ثم أداء صلاة العشاء والتراويح، حتى بداية يوم جديد. كما يخطط معارضو مرسي لتنظيم فعاليات احتفالية في العديد من المحافظات المصرية الأخرى.