كأنه تجاوز الستين وهو في العشرين من عمره , شيخ بروح الشباب لبناني الوطن جنوبي الهوى بقاعي النشأة والسكن,
ورث عن أجداده القصائد واللغة فكتب الشعر طفلا وكبرت قصيدته معه ,حمل قلم جده الشاعر وكتب وما زال ينبض بالشعر والقصيدة , هو شاعرنا الأستاذ محمد رحال , الحديث معه كان غنيا بكل شيء .
محمد رحال وهذا الحوار
في البداية نريد أن نتعرف اكثر على شاعرنا الاستاذ محمد رحال
أنا مواطنٌ عربيٌ لبناني ،وشابٌ مغامر ،من مواليد عام1991 أي في بداية العشرينات من عمري "لكنني أشعر أني قد تجاوزت الستين.. وجعي جاوز حدَّ الستين.. "هذا ما قلته في القصيدة العشرينية ، فأنا راشد بعمر المراهقة، وشيخ بجسد شاب ، والدي من الجنوب من قرية "مجدل سلم" المحررة عام 2000 و أعيش في كنف أسرةٍ متواضعة بالقرب من قرية أمي "مشغرة" البقاعية، لذا يصحُّ القول أني أيضاً (بقاعيٌ من الجنوب) .تنقَّلت بين مدارس لبنان ،خبرت الحياة، وعانيت الحرب ومأساتها ، مثلي مثل باقي الشعب وذاكرت على ضوء الشمعة و دخّنتُ في مرحاض الثانوية الرسمية فقط لأن المدير كان مدخناً وحزت على شهادة الثانوية العامة فرع "الإجتماع والإقتصاد" من ثمّ دخلت كلية الحقوق في بيروت /الحدث لأحقق حلمي وأدافع عما تعلمته في مادة التربية الوطنية التي لم أرسب بها يوماً مثلها مثل اللغة العربية لكني وجدت أن حلمي كان مجرّد خيبة طفلٍ بلعبته وأن دراستي للقانون ستجعلني أداة نصب تنصب الفعل الجائع ، وأداة نفي تعمل عمل الزعيم ، لذا تركتها و أصبحت خارجاً على القانون أتابع تحصيلي العلمي في الجامعة اللبنانية الفرع الخامس اختصاص الأدب العربي وهو الخيار الأنسب و الأولى كما أني أزاول مهنة الأنبياء في إحدى المؤسسات التربوية الخاصة وناشط إنساني وعضواً في شعبة المبدعين العرب ولقد انضممت مؤخراً إلى منتدى بنت الأرز العالمي الثقافي أما عن كوني شاعراً فهذا لا أعتبره مهنة أو ربما لم يحدث بعد .
كيف بدأ شاعرنا الكريم رحلته الى عالم القصيدة ومتى اشتعل القلم بلهيب الروح
أنا لست شاعراً بالصدفة ، ورثتُ هذا الوجع عن أجدادي، والمهارة والخفَّة، فجدي الكبيرالشيخ"محمود رحّال" كان شاعراً مشهوراً بمحيطه الجنوبي ،والكتابة والإلقاء هي إحدى طقوسنا العائلية في جميع المناسبات وأنا منذ صغري كنت أقف على كرسيّ خشبي وألقي قصيدة في عيد الأم وأحفظ آيات القرآن الكريم وأتابع المسلسلات الناطقة باللغة العربية وأمثّلها رغم أني لم أكن أعي ذلك إلا أنه شكّل عندي معجم صوتي للغة و تقنيات في الإلقاء اكتسبتها بالفطرة. لقد اشتهرت منذ صغري في القراءة والكتابة وقال أستاذي في اللغة لأبي ذات يوم عندما كنت في الصف الأول إبتدائي أنك يا أستاذ سمير سترى ابنك يقرأ الجريدة في نهاية هذا العام وفعلاً قرأتها وقرأت أبي وأستاذي وصرت أقلبُ الكلمات رأساً على عقب وكل ما أراه أمامي في الطرقات او على التلفاز أو...كان يثرني ولا تكاد تمرُّ كلمة دون أن أوقفها وأقول لها "صفِّي عاليمين "وأطلب منها الأوراق الثبوتية .فيما بعد برزت في مواضيع الإنشاء وكان أستاذي يميز أسلوبي دائماً في الكتابة عن الباقين حتى في العمل الجماعي كان يقول ولا تزال تلك الجملة ترنُّ في ذاكرتي "هذا العمل بأغلبيته من كتابة رحّال" .كل ذلك وغيره كان تمهيداً لدخولي عالم الإحساس اللامتناهي وفي عمر 12 كانت محاولاتي المتواضعة في الكتابة ولعل حرب 2006 كانت الشرارة الأوفر حظاً لتفجير الحرب الشعرية بداخلي لكني لا أجزم فقد خلقت لأكون شاعراً وقد وهبني الله هذه النعمة فحفظتها ونمّيتها وسأبقى أصقلها وأؤمّن لها كل الدعم والإعتناء اللازم.
يقولون وراء كل شاعر مجموعة من الشعراء من هم الشعراء الذين يتأثر بهم الشاعر محمد رحال .
من الطبيعي جداً أن أكون متأثراً بالراحل الكبير الشاعر نزار قباني فقد كان شاغل العصر رغم أنه قد وافته المنية وأنا لا أبلغ من العمر سوى سبع سنوات لكني قرأته بنهم وأعجبني حتى أن الكثير اتهموني بالنزارية وكانوا يسموننني خليفة نزار ولا أنكر أني تعلّمت منه الكثير وجلّ ما تعلمته من نزار أن لا أكون نزار وأصنع لغتي وهذا بالفعل ما حدث ومن ثمَّ تأثرت بمحمود درويش الرئيس الفلسطيني بنظري و جبران خليل جبران وسعيد عقل و مظفر النواب وأحمد مطر وعمر الفرا و سميح حمادة أما من القدماء فالمتنبي وامرؤ القيس والأصمعي وأبو نواس و الحلاج والتأثر بنظري يعني التعلم أكثر .
ما هي الروافد التي صنعت تجربتكم الشعرية ؟
ليس هناك إبداع من غير معاناة ، وفي معاناتي وطنٌ جريح وصراعات طائفية ومطامع دول الكون بسمائي ومائي وهوائي كل ذلك يدور على وطني الصغير والشاعر ابن بيئته لكن ما ذنبي أنا إن كان العالم كله يصبُّ ببيئتي ويطمع بها .طبعاً تأثرت بجو البلاد والحرب أما تجربتي في المرحلة الثانوية الرسمية كان لها دوراً مميزاً حيث نلت إعجاب جميع الكادر الإداري والتعليمي وجميع زملائي في الدراسة حين كنت لا أزال تلميذاً ولقّبتُ بشاعر الثانوية وكنت ألقي قصائدي دائماً في الصف وتتناقلها التلميذات على دفاترهن ويطلبوها مني وفي ملعب الثانوية كان ظهوري الجماهيري الأول فأعجب التلامذة المراهقون بقصيدة حديثة رغم بغضهم للشعر ومن ثم ألقيت في العديد من المناسبات الوطنية والدينية وغيرها .
ماذا عن الرواية او القصة ؟ هل خضتم غمار هذه التجربة .
لقد كتبت قصة قصيرة واحدة لم أنشرها بعد لا أدري إن كنت سأدخل هذا المضمار يوماً ما فمن الممكن للشاعر أن يدخل أي فن أدبي آخر والعكس غير صحيح .ورغم أني قارئ نهم للرواية والقصة لكني أفضّل أن أبقى بميداني الذي يتقنني وأتقنه يفهمني وأفهمه وهنا فقط لا يثيرني أن أتعدى الفعل إلى مفعول به .
محمد رحال كناقد ماذا يقول لنفسه ماذا يقول عن قصائده ؟ .
رغم أني لا أحفل بالنقد مدحاً كان أم ذماً إلا أني أنتقد نفسي باستمرار أنا مذنب بحقي فأن تكون شاعراً في القرن الواحد والعشرين هذا بحد ذاته جريمة عظيمة بحق نفسك ،أما أن تكون شاعراً وفي بداية العشرينات من عمرك فهذا جرمٌ أعظم الجميع يستغرب من كوني شاعراً ويتفاجأ "هل أنت من كتب هذه المعاناة هل أنت من خطّ هذا ا الجمال ؟!" كل ذلك يزيد من قدرتي وتصميمي .أنتقد نفسي لأني لا أزال في البداية حتى الآن لم أجد فرصتي التي أحلم بها وعن قصائدي فأنا ظالمٌ بحقها من ناحية لأني كالدول المتقدمة لا أبرز جميع ما عندي من أسلحة بل أحتفظ بذخيرة وافرة وهذا كله غير مبرر وأرى أن ظهوري تأخّر لشدة انشغالي في الدراسة والعمل و قد آن الأوان لشن الحرب . ومن ناحية أخرى إن كتاباتي كل يوم تتناقص من إعجابي لأن أسلوبي يتطور وقدرتي تزداد شيئاً فشيئاً وذوقي يرتقي إلى أبعد مما ظننت يوماً ،وبعد كل ذلك العناء أشعر أني كتبت على الماء بحروفٍ من مطر، ولكن هناك إلهٌ في السماء يقول "وجعلنا من الماء كل شيءٍ حيّا "
برأيكم الشعر رسالة أم هواية ؟
مقولتي الشهيرة "للشعر اختارني الله رسولاً ، فآمنوا عندما تقرؤوني" فالهواية من الممكن أن تتوقف عن ممارستها في أي وقت وفي أي ظرف طارئ أما الشعر فهو إدمان لا علاج له والذي يمارس هوايته ليس بالضرورة أن يمارسها في العلن ونحن جميعاً نحمل أمانة علينا إيصالها للناس ولنفوسهم لا أن نجعل مشاعرهم هوايتنا فالقصيدة بحد ذاتها تكاد تحوي المجتمع ككل.
ما هي رسالة الشعر والشاعر برأيكم ؟
ليست رسالة واحدة في الحقيقة هي رسائل كثيرة لا تنتهي كما المشاعر فكل قصيدة تعبّر عن هدف و حكاية و حالة معينة في إحدى فترات التاريخ فالشاعر هو أيضاً مؤرّخ يسلّط الضوء بجرأة على ما لا تستطيع أن تنقله عدسة الكاميرا وإن جمعت الشعر كله كانت الرسالة أن المجاز أرضنا الخصبة لتحقيق الحلم وشرح الحزن والفرح ومعالجتهما بالكلم .
عندما يكتب الشاعر عن الحب أو العشق هل يكتب الحقيقة برأيكم ؟
الحب هو كل الحقيقة ، و الحقيقة لا ترضي أحداً ، نحن نكتب بما نشعر بداخلنا وبما لا يقوى الناس على وصفه فنفهم أحوالهم ونقدمها لهم بطريقتنا المواكبة للحالة وللمكان والزمان. نحن إذ نبالغ هذا لأن الحب بحد ذاته مبالغة و العاشق يدرك أنه لا يملك القرار بمن سيهوى فالحب بالعقل هو عقد بيع وشراء وموضع الحب أولاً وآخراً في القلب وما يصدر عن الأفئدة لا يمكن أن يكون هراءً وضحك على الذقون بل هو الحقيقة كاملة لبرهة من التاريخ .
ماذا عن كتاباتكم في الحب هل هي من عالم الخيال ام هي قصص واقعية ؟
الحب في الواقع هو خيال ، كما لا يمكن للشاعر أن يكتب حباً لا يقابله شيئاً على أرض الواقع وأنا معظم كتاباتي هي تجارب شخصية أو قصصاً جرت أحداثها على أرض الواقع فتأثرت بها أو حالات من الممكن أن تكون قد حدثت في هذا العالم الواسع أو ربما ستحدث عما قريب أي قصائد متنبّئة أؤكد لك أن الشعر هو الواقع بطريقة خيالية.
تعددت لغة الشعر في واقعنا الحالي وثمة ما يشبه الصراع بين القديم والحديث لأي شعر ينتصر محمد رحال؟
على مدى العصور كان الشعر يتطور من حيث الأسلوب و المضامين بحسب الحقبة الزمنية وقد شغلوا العالم بقصة الوزن والقافية مما أدى إلى نفور الشباب من الشعر وتراجع الطلب عليه بعدما كان سيد العصور ومن حسن حظنا كان هناك شعراء استطاعوا التماشي مع عصرهم و جذب الإنتباه والمحافظة عليه وأنا شاعرٌ من هذا الجيل الشاب أكتب عنه وعن ما يجري في زمني الميتَّم .لكل عصر شعره الذي يرتضيه و يمثله وقد كتبت جميع أنواع الشعر فإن كنتم تعتبرون أن الشكل العامودي الكلاسيكي للقصيدة يمثل الشعر القديم فأنا شاعر قديم وإن كانت التفعيلة وما تبعها من قصيدة حرة ونثرية تمثل الحداثة فأنا شاعر محدَث أنا خارج التصنيف الحدائة عندي في المضمون لا في الشكل فقط ،أحيا على مزاجي وأكتب على مزاج القصيدة ،أنا باختصار كوكتيل حريات .
هل يصل الشاعر إلى ما يريد ؟ هل وصل شاعرنا محمد رحال إلى ما يريد ؟
إذا وصل الشاعر إلى ما يريد انتهى وأنا لم و لن أصل إلى ما أريد فإني كلما وضعت رِحالي على شاطئ نجاح أجد نفسي مبحراً مستكشفاً باحثاً عن جزيرةٍ أجمل و أرقى ونحو هدفٍ أعلى و أسمى ،سأموت وأنا أحلم بالمستحيل .
ماذا عن كتاباتكم الشعرية هل صدرت لكم ايه منشورات يمكننا ان نتعرف عليها ؟
للأسف لم أستطع إصدار أي ديوان حتى الآن ففي زمنٍ سعر كتاب الطبخ فيه يساوي ثلاثة أضعاف أو أكثر كتاب الأدب و الأب لا يملك ثمن الكتب المدرسية لأولاده عدا عن أني أرفض الفرصة التي يقدمها أي زعيم فأنا شاعرٌ حر لم ولن يتحكم بي أي سياسي بدأت من الصفر وسأكمل صعود السلم درجة درجة وسأصل بإذن الله وكلي أمل أن أصدر ديواني الأول الذي تراكم عليه الغبار منذ سنتين في أواخر هذا العام .
هذا الحوار سيكون جزءا من كتاب نعده حول " شعراء من لبنان " ما رأيكم بذلك ؟
يسعدني جداً أن يكون هناك فهرسٌ يعرّفنا على بعضنا البعض أكثر فأكثر ويسهّل التواصل بيننا فلبنان بلدٌ مليء بالشعراء وبحاجة دائمة لهكذا كتب تحفظ شعراءه وآراءهم المختلفة وتفسح المجال لتأريخ أفكارنا جميعاً في فترة واحدة من الزمن.
هل لنا أن نتعرف إلى مجموعة من قصائدكم ؟ ( نماذج عن كتاباتكم )
رحّال في ال20
"القصيدة العشرينية.."
صهْ..صهْ..
هذي كلماتٌ لن تتكررْ
صهْ..صهْ..
الشِّعرُ من قلبي يتفجرْ
عمري صار في العشرينْ
عمري صار في العشرينْ
جبهتي شموخ الأرزِ
وصدري كجبل الصنِّينْ
أقدامي تمشي سنديانٌ
جسدي صار في العشرينْ
قلبي يخفقُ طيراناً
وأفكاري إنشاد الثَّوريينْ
وحبري إختراع الفينيقِ..
قلمي صار في العشرينْ
وما أجمل العشرينْ
والحبُّ في العشرينْ
والشهوة والطيش والأحلام العشرينية
والثورة والجنون والأحزان العشرينية
والشِّعر في العشرينْ
ما أجمل البحر..
ما أجمل بيروت في العشرينْ
عمري صار..
عمري صار في العشرينْ
عشرون عاماً من القلمْ..
عشرون عاماً من الألمْ..
وما زلتَ على عهد الهوى
أما تُبتَ يا قلبُ؟..
عشرين ألف تلميذةٍ أحببتُ
عشرين ألف تلميذةٍ كتبتُ
ومئتين وعشرين ألف واحدةٍ أخرى
لسوف أحبُّ..
أما تُبتَ يا قلبُ؟..
أما تُبتَ يا قلبُ؟..
عشرون عاماً..
تلميذةٌ هنا.. وتلميذةٌ هناك..
وطنٌ هنا.. ووطنٌ هناك..
قصيدةٌ هنا.. وقصيدةٌ هناك..
عشرون عاماً
وجسدي بتولٌ لم تدنِّسهُ
حوافر النساءْ..
وإذا مرَّتْ بثغري طالبةٌ
ما منحتها الإكتفاءْ..
ما وصلت إليَّ يوماً حوَّاءْ
ولا استعبدتني
أيُّ شقراءٍ أو سمراءْ..
أنا يا حبُّ أنا
عشقت كلماتي
فكلماتي أجمل الحُورْ...
واحترفتُ مضاجعة السطورْ
والنوم مع السطورْ
السطورْ..
وما أدراكم
ما خلف السطورْ...
حملتُ سيف الحبر
وامتطيتُ جنوني..
حاربتُ على أرض الهوى
وهزمتُ أرقى العيونِ
عبرت بلاد الشعور
ووصلت لآخر الكونِ
للشِّعرِ اختارني الله رسولاً
فآمنوا عندما تقرؤوني..
لامستُ القمر يوماً
ويوماً لامستُ نواة الأرضْ..
الشِّعر يا أصدقائي
إستنفذ حسابي
فهو لا يعطي أي قرضْ..
يوماً كتبتُ قصائدي بالطبشور
ويوماً كتبتها بالملحْ
وبين الأوراق أشعارٌ
بالدَّمِّ كتبها ألف جرحٍ وجرحْ
عمري صار في العشرينْ
وما زال الجرح نازفٌ
وما زال السكينْ
عمري صار في العشرينْ
ولكني أشعر أني تجاوزت الستِّينْ
وجعي جاوز حدَّ الستِّينْ..
شعري أكبر من سنِّي
الشِّعر لا تحكمه السنينْ..
محمد سمير رحَّال
" أغنية الجهاد.. "
قبَّلتُ جبين القرآنِ
وزرعتُ النار بميداني
وحملتُ على ظهري وطني
وبصدري أرزة لبناني
"صنِّينُ" يدايَ دمي "عاصي"
إن ينزفْ يجري "الليطاني"
قلبي عاملْ والزِّند
بقاعيُّ وشمالي عنواني
بيروت الحُرةُ أمي
ثائرةٌ بفمي كالشطآنِ
فينيقيٌّ وغِناي حروفي
حبري ذوْق الصوَّانِ
ونظرت بعيني تلك حدود
النصر فهيا للجاني
سأدافع عن محرابي عن
شمسي أرضي والأغصانِ
عن ماء يسوعٍ يوم مشى
وعصا موسى للثعبانِ
سأدافع عن" إسراءٍ
و المعراجِ" و كلِّ الأديانِ
سأعيدُ مسامير اللوحاتِ
ولعبة أختي ألواني
حبقي زيتوني سهرة ناري
طعْم الصَّاج بسلواني
سأعيد فصمْتُ الشرق بليغٌ
مثْل حوار الشيطانِ
ومضيتُ ترابياً.. منْساق
النجوى.. عازف أركاني..
وعباءة صدقٍ من عرقٍ
فيها يتوضأ إيماني
سأزلزل مغتصبي وسأنهش
لحْم الغدر بأسناني
أجدادي يا أحفادي..هل
عدتمْ من تحت الأكفانِ..؟
إذْ صار دمي نثراً ما
نفعكِ قافيتي أو أوزاني
بالأحمر أحرارٌ بالأخضر
ثم الأبيض لبناني
محمد سمير رحَّال / لبنان
24/7/2012
"إلى طالبة شيوعية"
هل حدث لكِ يوما أن أهداكِ أحدهم جريمة؟..
إليك هذه القصيدة لا تقرأيها
إن شئتِ فهي كُتبتْ لكِ :
الجميع من حولكِ، ينظر إليكِ ،
كطبخة شهية..
والجميع يحاول الطهي على طريقته، وبوصفته السحرية
ولكني.. لم أكن يوما طباخاً،
فهل تسمحين لي أن أكلمكِ
كإنسانٍ يقرأُ إنسانا..
كأحزانٍ تلملم أحزانا..
كضحكةٍ من القلب أُرسلها،
في عالم الإبتسامات الطائفية..
والكلمات الطائفية..
والمصافحات الطائفية..
في عالم ملَّ يا صديقتي،
من الحوارات الدموية..
إن كنتِ مصدر إلهامٍ لي،
فشكرا..
أو كنتِ قد فجَّرتِ
كلمة لي،
فشكرا..
إن كنت قصة انتحارٍ قادمة،
فشكراً..
شكرا..
أو كنت قصيدة من دخان؛
ترى ماذا ينفع أن أشكرَ..؟
في زمنٍ بلا ألوانْ..
في وطنٍ بلا حيطانْ..
في بحرٍ بلا شطآنْ..
ماذا تُراه ينفع الشكرُ؟..
ماذا تُراه ينفع الإنسانْ؟..
فليحميكِ الرحمنُ يا صديقتي،
فليحميكِ الرحمنْ..
ضُمِّي ذراعيكِ،
وتعالي اليوم إليَّ
لا كي أطبخك على مزاجي،
بل كي أضرب الضجيج القامع في عينيَّ..
كي أحبس الريح عن شفتيَّ..
يا فتاة من ضياعْ
يا فتاة من دون هوية..
كوني ريفية..
كوني مدنية..
كوني قومية..
أو كوني كما أنتِ
شيوعية..
كوني..
ماذا تحبي أن تكوني
لكن أرجوكِ،
كوني عربية..
ومزقي الهوية..
أنا لبنان ديني،
وعربي الهوية..
طيري خلف ملامحي،
طيري خلف الأسوارْ..
مرة فكِّري كملاكٍ،
ومرةً كذئبةٍ من نارْ..
طيري فوق ملابسي،
لا تتوقفي عند المسمارْ..
مفاتيحي..
فوانيسي..
مظلةٌ من تحت المزمارْ..
كؤوسي فارغة،
ماذا نحتسي اليوم..؟
ذنبا لم نقترفه..؟
أو لقاءً في الأزرارْ؟..
كمِّلي ظروفي..
كمِّلي حروفي..
كمِّلي أشواط المشوارْ..
فأنا وحدي ماذا أصنع،
دخاني يحتاج إلى نارْ..
مثلهم يساومُ ،
على طعام البشرْ..
يساومُ ،
على لحم الضجرْ..
على كؤوس البطرْ..
لكن..
هل هناك مثلنا يا صديقتي،
من يساوم على حجرْ؟..
بيعي كامل أساوركِ
بيعي كامل ثيابكِ
بيعي فستانك الأحمر والأبيض..
بيعي ملابس السباحة،
وأنا..
وأنا سأبيع نقودي،
التي لا أملكها..
فلنشتري قرطاساً..
إن شئتِ،
تتزينين بحرف..
إن شئتِ،
ترتدين كلمة..
وتخلعين كلمة..
إن شئتِ،
تسبحين في الحبرْ..
حبري ليس كالبحر،
مالحٌ دائما
حبري في النهار مغتسلٌ،
وفي الليل جريمةْ..
حبري فوق القهر يمشي زحفاً،
داخل المدينة..
وخارج الوليمةْ..
حبري يا صديقتي،
صيحاتٌ دموعها لئيمةْ..
لئيمةْ..
لئيمةْ..
محمد سمير رحَّال
السبت
2/4/2011
إعداد وحوار كاظم عكر