لا يختلف اثنان في لبنان على ذكاء وحنكة الرئيس نبيه بري ، فالتاريخ القديم والحديث ، في محطات السياسة اللبنانية يشهد للرجل قدرته على المناورة ، وباعه الطويل في إدارة الأزمات ، وابتكار الأفكار ومخارج الحلول للعقد المستعصية ، التي تتوالى فصولا في هذا الواقع اللبناني المرير .. وهل ننسى انه عند كل مفترق من مفترقات الصراع والتجاذب بين قوى الامر الواقع .. ينتظر الجميع ًالأرنب ً من جيب بري ؟؟ فبدعة الانفصال عن التيار الوطني الحر ، وإعلانه الانفصام بين اركان قوى الثامن من اذار ، ليست الاولى ولن تكون الاخيرة ، في المخيلة الرحبة لسيد عين التينة ، الذي عرف ويعرف كيف يتقن فن السياسة في كل مرحلة من مراحل المواجهات السياسية في لبنان .. 
ضربة معلم بكل جدارة يا دولة الرئيس ، فلقد أعادت متفجرة بئر العبد خلط أوراق اللعبة بين الأطراف المحلية ، وبات الخطر في عقر الدار ، هذا فضلا عن ان ما كان يصح قبل ً انتصارات ً
القصير وًامثولة ً عبرا ، لا يجوز لا بل يستحيل بعدهما ، واذا كانت معزوفة ال 888 الذي استفاض الرئيس المكلف تمام سلام بتقسيمها على مدى ثلاثة اشهر ونيف من عمر التكليف ، قد قوبلت بالرفض الناعم والمضبوط في البداية ، فها هي الان وتحت وقع التخطيط والمناورة ، تسقط في قعر بئر المصيطبة  ، التي يهدأ في دارتها ًتمام بيك ً وينتظر،  فرج تأليف حكومته من عند الله .. وكان البلاد ، عال العال ، وفي أحسن الأحوال ، في الأمن ، وبالاذن من فخامة رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجية ، ننام وأبوابنا مفتوحة ، وفي الاقتصاد ، نعيش فائض البحبوحة .. فاية حكومة هذه ؟؟ وباية صيغة ؟؟ ابصيغة حيادية مهددة ؟ ام بصيغة تكنوقراط  بتراء ؟ او بصيغة سياسية متعثرة وملغومة بارتفاع جديد لسقف مطالب الثامن من اذار ، التي فرط عقدها الرئيس بري امام دولة الرئيس المكلف ، بهدف الحصول على حصة وزارية اكبر تتناسب مع مقولة الأحجام النيابية ، وهو الشرط الاول والأخير الذي بقيت تتمسك به هذه القوى .
في مقابل ذلك ، ليس معلوما لدينا بعد ، على ماذا تتكيء قوى الرابع عشر من اذار في رفضها مشاركة حزب الله في الحكومة على خلفية انغماسه في الصراع السوري ، على سلاح الموقف 
والكلمة الذي رأينا ماذا فعل بهاشم السلمان امام السفارة الإيرانية ؟ ام على كباش إقليمي لم ولن تتضح معالم نهاياته في القريب المنظور ؟؟ 
مسكين هذا البعض الذي اعتقد ان  ًهرجً  الاعلان عن الطلاق بين اركان قوى الثامن من اذار ، سيسهل عملية التأليف الحكومي ، ليستيقظ في اليوم التالي ويرى ان ًمرج ً هذا الطلاق ، انعكس وبالا اكثر عليها ..
بمزيد من الأسف .. عليكم بالصبر اكثر أيها اللبنانيون ، لان حبل انتظار حكومتكم العتيدة ، سيكون طويلا .. ويبدو انه يتناسب مع قامة الرئيس نجيب ميقاتي حاليا ....!!