أيا كانت الجهة التي تقف وراء تفجير بئر العبد ، فالاكيد ان المستهدف الاول هو حزب الله ، ومن خلاله استقرار البلاد عامة .. فالتفجير يحمل دلالات هامة في المكان والتوقيت . في المكان : معقل أساسي من معاقل حزب الله ، والمفترض انه محصن وعلى درجة عالية ، وفي الزمان : عشية بدء شهر فضيل وما يرمز اليه من معان دينية لدى البيئة السكانية التي وقع فيها الانفجار ..
ولم يكن مستغربا ان تتوجه أصابع الاتهام فورا الى المعارضة السورية التي كان سبق لها ان هددت وتوعدت ولمرات عدة ، بقصف الضاحية الجنوبية وكافة الاماكن الحاضنة لحزب الله ، ردا على مشاركة الحزب الفاعلة في الحرب الدائرة في سوريا ، ووقوفه العلني الى جانب النظام السوري ، في الوقت الذي كانت المعارضة السورية تصدر مواقف متناقضة حيال التفجير بين متبن له بلسان بسام الداد ، ونافي لاي صلة للجيش الحر به ، بلسان النقيب باسل ادريس الناطق باسم هيئة الأركان العسكرية في منطقة القصير ، مسقطا عن الدادا اي صفة تربطه بالجيش الحر .
والمفارقة المضحكة ان تسارع اسرائيل بلسان وزير حربها ، وهي المستفيدة الاولى والكبرى من كل ما يجري من صراع وتقاتل وتناحر على امتداد العالم العربي باسره ، الى الاعلان عن عدم تورطها ، فما بالكم اذا كان التفجير يؤشر الى خلفيات طائفية او مذهبية ، وهو ما تعمد ًيعالون ً الى الضرب على وتره ، ًنحن ليس لنا علاقة ، بل هو الصراع السني الشيعي ً..
وعل ًيعالون ً وكل الصهاينة من ورائه يرقصون فرحا لان مؤشرات نجاحهم في الوصول الى ما يبتغون ، تتحقق خطوة خطوة ، فعناصر امن حزب الله كانت تمنع كل وسائل الاعلام التي ليست على هواها السياسي من الدخول الى مكان الانفجار ، واذا بصرخة احدهم : ً أنا شيعي أنا شيعي خلوني ادخل ً ، كفيلة بالسماح له بالدخول .
والمضحك المبكي ، اكثر واكثر ان تدفع المصيبة بجميع قياداتنا ، متواجدة على الاراضي اللبنانية او خارجها ، الى الإدلاء بدلوها من مآثر الاستنكار والشجب والتحذير من نار الفتنة ، وهي التي قبل التفجير ، كانت تمعن في دفع المواطن الى اقصى درجات القرف والسأم ، حتى بات الكفر بهذا البلد من ابسط الامور .. وما الهجوم الذي تعرض له وزير الداخلية مروان شربل لدى تفقده مكان التفجير سوى اصدق دليل على ذلك ..