بين مصر ولبنان تشتعل الميادين، في القاهرة ميدانان أحدهم يدافع عن شخص باسم الشرعية، والآخر يدافع عن بلد باسم الحرية في محاولةٍ لتصحيح الثورة وإعادتها إلى مسارها الصحيح. وفي بيروت ميدانان أو حلبتان طال صراعهما على حكم هذا البلد الصغير وبات مُعضلةً تنتظر معجزة إلهية.
حاول الإعلامي جورج صليبي في برنامجه "الأسبوع في ساعة" أن يُلقي الضوء على هذه الميادين بين القاهرة وبيروت مع المخرج خالد يوسف والدكتورة عزة الجرف من مصر، ومع رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب.
فأكد المخرج خالد يوسف بأن الشعب المصري فاجأ العالم بإرادته القوية، وهو الآن يحتشد بالملايين في كل ميادين مصر إلا في ميدان رابعة العدوية الذي لا يتسع لأكثر من 200 ألف، والشعب المصري هو القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة وهو من أعطاه الأمر بالتحرك لهذا التغيير. وسيُعطي الفرصة للاخوان ليعودوا إلى الوطن ويتخلوا عن مشروعهم الخارجي، وحزب النور السلفي حزب عاقل وحكيم، وأكد يوسف على أنه لا يمكن حصول حرب أهلية في مصر.
بينما شددت الدكتورة عزة الجرف قيادية الاخوان المسلمين بأنهم لن يتراجعوا عن الشرعية والديمقراطية التي أوصلت مرسي إلى الحكم، ولن يقبلوا بحكم العسكر، وأشارت إلى أن ال CNNقدرت أعداد المتظاهرين المؤيدين لمرسي ب 45 مليون، ومن يقوم بالعنف هي الشرطة ضد الشعب لحماية الجيش.
وكشف الوزير السابق وئام وهاب عن مكان أحمد الأسير وقال بأنه موجود عند بلال بدر في مخيم عين الحلوة وبحماية السلاح الذي تدعمه النائب بهية الحريري، واصفاً الأسير بالجبان الذي يترك الاطفال والنساء في المعركة ويهرب. ورأى بأن أحمد الأسير أفضل من السنيورة ومن بهية الحريري، والشيخ حسام الصباغ أفضل من النائب مصطفى علوش. ورأى ورئيس كتلة المستقبل النائب فؤاد السنيورة لديه حقد دفين على الجيش وهو قام بمنع الأموال عن ضباطه وعناصره يوم كان وزيراً للمالية، وجزء من 14 آذار بات يعاني من موت سريري.
وأشار الى أن الجيش اللبناني هو المتبقي من المؤسسات في لبنان، وهو رمز ووحدة اللبنانيين، وشقق عبرا كانت شققاً للطلاب لا أكثر. وشدد على أن سلاح حزب الله لم يُسلم طالما التهديد الإسرائيلي موجود.
وفي الموضوع السوري أكّد أن سوريا ساحة تعيش الى حدٍ ما حرباً أهلية، والنظام في سوريا لديه نسبة تأييد كبيرة من الشعب، وهي فئة ضد المسلحين الذين أتوا بالقتل والدمار الى سوريا الذين قتلوا أهل السّنّة قبل أي شيء. والرئيس سعد الحريري هو الذي باشر بالمساعدات المالية والعسكرية لدعم المعارضة، وليس حزب الله، مؤكّداً أن الرئيس بشار الأسد باقٍ، والحريري لن يعود الى لبنان.
وفي ما يتعلق بالملف اللبناني وتشكيل الحكومة، رأى وهاب أن مَن يعرقل تشكيل الحكومة هو الفريق الرافض لتشكيل الحكومة حسب توزيع النواب في المجلس النيابي، مشيراً الى أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان منشق عن المسيحيين وظهر ذلك في قانون الانتخاب والتعيينات، متسائلاً ماذا يمثل سليمان لكي يكون لديه وزراء في الحكومة، لافتاً الى أن لبنان ذاهب الى الفراغ الكامل، لافتاً الى أن جنبلاط حال دون حكومة الأمر الواقع، متمنياً التمديد لقائد الجيش.
ولفت وهاب الى أن مصر لن تشهد حرب أهلية، وما يحدث في مصر سيصل الى تونس وتركيا أيضاً.
فهل ستنجح الثورة المصرية في إعادة رسم خطاها الجريحة على المسار الصحيح الذي انحرفت عنه بفعل فاعل، وتتخطى هذه المرحلة العصيبة التي تُعتبر بداية النهاية. وماذا عن خطى لبنان التي أصابها الشلل النصفي في ظل سياسيين أمثال وئام وهاب الذي سمحت له نرجسيته بالتهجم حتى على رئيس الجمهورية، ونصّب نفسه فيصلاً وميزاناً للآخرين ففضل الأسير على السنيورة، وأخذ دور ليلى عبد اللطيف في إصدار التوقعات لمصير لبنان وسورية والدول الأخرى، وتجدر الإشارة إلى التناقض الكامن في موقفه الداعم للشرعية في سورية والمعارض لها في مصر..!!!