سرايا المقاومة ام مجرد مرتزقة :عماد قميحة

بعد حرب 2006 وما نتج عنها بموافقة الحزب " المنتصر" من قرار دولي تحت رقم 1701 والقاضي باقفال الباب لاي عمل عسكري ضد العدو الصهيوني نهائيا , مما يعني بالضرورة ان البندقية التي كانت موجهة جنوبا  لن تجد مناصا لها من الاستدارة صوب الداخل اللبناني بشكل كلي ولاحقا صوب الداخل السوري من اجل الاستمرار بتأدية نفس الدور المناط بها وهو فرض السيطرة العسكرية على اوسع مساحة جغرافية ممكنة لتتحول بعدئذ الى مجرد مناطق نفوذ لاصحاب السلاح الحقيقيين , ولان طبيعة المرحلة المستجدة القادمة تفترض اختراق الحزب عسكريا لمناطق خارج حدود البيئه الحاضنة له فكان لا بد من عسكرة اكبر عدد ممكن من الشباب ان داخل الطائفة الشيعية ( باستثناء الشباب المحسوب على حركة امل وهذا بناءا على اتفاق بين الطرفين ) وخارجها , وعلى امتداد الوطن مما يفرض على حزب الله التفلت من القيود والشروط العقائدية الملزمة والمعمول بها ضمن هيكليته العسكرية ( التشيع , الالتزام الديني , الايمان بولاية الفقيه , ..) فقد عمد الحزب الى اعادة احياء فكرة قديمة ميتة عبارة عن تشكيل عسكري تابع له تحت مسمى " سرايا المقاومة " التي كان قد اطلقها في مرحلة ما بهدف ابعاد تهمة احتكار المقاومة ومذهبتها عنه , مستعينا بذلك على عاملين اساسيين , وهج البروبوغندا الاعلامية الضخمة التي رافقت النصر الالهي المزعوم من جهة , والاغراء المالي  برواتب مقبولة تدفع للمنتسبين خاصة في ظل ازمة اقتصادية خانقة وبطالة عند الكثير من الشباب اللبناني من جهة اخرى , فاما الصنف الاول من هؤولاء ( محبي المقاومة ) فقد اكتشفوا بعد حين ما كان مستورا كما روى لي احدهم وانه خلال عام كامل من انتسابه لهذه السرايا لم يطلب منه اي نشاط او مهمة لها اي علاقة مباشرة بالصراع مع العدو ولو على مستوى مجرد المرابطة او الحراسة على الحدود كما كان يتوقع , فسرعان ما اعلن انسحابه منها هو وكثيرين ممن يشبهونه وبالتالي فلم يتبق من المنضوين في السرايا الا القسم الثاني اي مجموعات من الشباب العاطلين عن العمل ومنهم اصحاب سوابق بالخصوص من غير الشيعة ليستعملهم الحزب كواجهة من اجل تنفيذ خططه التمددية بعد تحويلهم لمجرد مقاتلين مدفوعي الاجر وعنوانا مختلفا لمجرد مرتزقة ..