مع احترامي لكلّ الديانات السماويّة وتقديري لها، اسمحوا لي اليوم بأن أدافع عن المضطهدين في الدين المسيحي، راجيةً من كل مؤمنٍ بالمسيح ان يتقبّل رأيي وان اختلفنا، فكلٌّ منّا يحقّ له تمجيد الربّ إلهه ومحبّته على طريقته ما دامه لا يؤذي احداً ولا يهين الثالوث الأقدس. بعد ان شاهدت المقطع الذي صوّر مجموعة تكفيرية في سورية قامت باختطاف وقتل الأب الفرنسيسكاني «فرانسوا مراد» راعي دير "مار سمعان" العامودي واثنين ممن كانوا معه من دير اللاتين في قرية "الغسانية" في منطقة "جسر الشاغور" في ريف إدلب شمالي سوريا.وتمثلت بشاعة الجريمة بقطع الاب المختطف والشابين على وقع صيحات الكبير. وقال الأب "إلياس ثابت" كاهن رعية كنيسة دمشق ان "استهداف الأب فرانسوا مراد هو استهداف لرجال الدين ويأتي في إطار الحملات التكفيرية التي أطلقها البعض من مصر وأطلت برأسها هناك"، معتبراً ان "هذا العمل انتقام من رجال الدين وقيادات الكنيسة في سورية باعتبار ان المسيحيين السوريين مع الحلّ السلمي للأزمة وضدّ العنف". ولم يستغرب الأب ثابت قيام المجموعات التكفيرية بقتل الأب فرانسوا مراد خصوصاً بعد إقدامهم مؤخراً على قتل الأب "فادي حداد" بعد اختطافه في ريف دمشق أثناء قيامه بجهود مصالحة لتحرير مختطفين، ولفت الأب ثابت إلى تكرار اختطاف رجال الدين المسيحيين في سورية والاعتداء عليهم مشيراً إلى اختطاف المطران "يوحنا إبراهيم" والمطران "بولس يازجي" في حلب، وهو ما يؤكد مشروع شبيه لما حدث في العراق لجهة تهجير المسيحيين في الشرق الأوسط. وبعد ان شاهدت الفيديو قبل ان يتمّ حذفه من اليوتوب لأنه يخالف سياسته، سألت نفسي سؤالاً واحداً الا وهو: إن كنت مكان الشهداء هل كنت لأنكرَ دين كي أسلم من قطع رأسي كخروفٍ؟ وبعد تأمّل في الإنجيل المقدّس وفي الحياة اليوميّة رسمت صورةً خاصة لله إذ أني اعتبرته إنسان. نعم إنسان امّا انا فحيوان يحاول التشبّه بالإنسانيّة، فبعد كل المذابح التي أشهدها والتي لا يمكنني ان أقول انّ مرتكبيها بشر صرت اعتبرهم حيوانات ولأنني أريد ان أضع الحكم عليهم بيد الله يوم الدينونة، مطالبة الأنظمة بالتحرّك باسم الإنسانيّة بدلاً من التفكير بمصالحٍ سياسية وماديّة، سأنعت نفسي انا بالحيوان بدلاً من نعتهم جميعهم فحتى الحيوان أرقَ وأحنّ منهم. الله الخالق للسماوات والأرض هو الإنسان الوحيد في الوجود، لأنّه كامل والإنسانيّة بنظري تكمن في التحليّ بنعمة جمال الروح والمغفرة والمحبة والحكمة والمجد والطهارة والسموّ والحنان والعطاء والشرف والنبل اللامتناهي. أشعر بغضبه وأخاف أخاف من يوم الدينونة لأنّ السفّاحين لم يتركوا للتوبة مكاناً وأنتظر الأجر العظيم الذي سيناله كل شهيد قتل بالطرق الوحشية لانّه من الطيّبين المحسنين.
قطعوا رؤوس المسيحيّين فسامحني يا أبتاه لأني حيوان:تارا غزال
قطعوا رؤوس المسيحيّين فسامحني يا أبتاه لأني حيوان:تارا...لبنان الجديد
NewLebanon
مصدر:
الديار
|
عدد القراء:
2012
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
رحمه الله وجعله مع الشهداء
الإسم: jamal touma
1 تمّوز 2013
كنت احترمت ماكتبتبه لو أنّك ذكرت الحيوان ميشيل عون الذي وضع يده بيد حزب الشيطان لتهجير السّة ثم أنّك لا ترين الا تهجير المسيحيين وماذا عن ملايين السنّة من السوريين
الإسم: حسان إدريس
2 تمّوز 2013
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro