مواكبةً لأسبوع الوجع اللبناني الذي كان له خسارةً كبيرة على لبنان وخسارة أكبر على المؤسسة العسكرية التي ما زالت تتعرض لسيوف الطعن والتشكيك في هيبتها ووطنيتها، استضاف مارسيل غانم عيّنةً من أهالي شهداء الجيش اللبناني اللذين سقطوا ضحية لسرطان الفتنة الذي ينهش في جسد الوطن، على مرأى رجال السياسة والدين الذين يتاجرون بدماء الشعب اللبناني ويوقدون للفتنة بشتى الوسائل.
كما استضاف وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل والقيادي في تيار المستقبل علي حمادة والكاتب الصحافي في جريدة الأخبار حسن عليق.
حيث أكد شربل بأن أول إتصال له مع أحمد الأسير لم يكن بهدف التعارف وإنما لفض نزاع كان من الممكن أن يحصل على خلفية نصب الخيم في صيدا. وأشار الى أنه ليس الوزير "الأسير" بل هو الوزير الوحيد في هذه الحكومة الذي ليس بأسير، لأنه ليس مرتبطاً بأي جهة سياسية، وشدد على أن الكلام حول مشاركة جهة ما في قتال الأسير إلى حانب الجيش في صيدا هو إهانة بحق المؤسسة العسكرية، ولفت إلى أن البلد متوجه نحو الخراب اذا استمر الخطاب السياسي على ما هو عليه، وأبدى تخوفه من اغتيالات وعبوات ناسفة وسيارات مفخخة في الأيام القادمة.
ورأى شربل بأنه لا يمكن الخروج من هذه الأزمة إلا بالوقوف صفاً واحداً، وإذا بقينا هكذا ستكون آخر حكومة وآخر رئيس جمهورية في لبنان. وستنتهي الأزمة في سورية وستبدأ في لبنان ابتداءً من الوجود السوري في لبنان والنازحين الذين لن يرجعوا جميعهم إلى بلدهم.
ودعا شربل الرئيس سعد الحريري للعودة الى لبنان والاتفاق مع حزب الله على حكومة لكل لبنان، ونصر الله انسان ودود ومحب لوطنه ، وأول من سيحمي سعد الحريري إذا عاد إلى لبنان هو حزب الله والمسلمون والمسيحيون كافة ولن يُسمع من بعدها كلاماً عن سلاح حزب الله.
بينما رأى الصحافي حسن عليق بأن دماء الجيش اللبناني لم تذهب سداً لأنها أنقذت الجنوب ولبنان من فتنة كبيرة كان يحضر لها الأسير، والهجوم على الجيش اللبناني لم يكن فقط في عبرا بل في كل شوارع صيدا الموجود فيها أنصار للأسير. وأشار إلى أن هناك فريق سياسي في لبنان وبالتحديد تيار المستقبل يتعامل مع الوضع وكأن جريمة عبرا لم تحصل، ونفى بأن يكون لحزب الله أي علاقة بإطلاق النار على منزل بهية الحريري، بل الحزب هو من قتل اثنان من مسلحي الأسير في مجدليون، والكلام عن مشاركة حزب الله في أحداث صيدا هو إهانة للجيش اللبناني.
وأكد عضو تيار المستقبل علي حمادة بدوره بأن الأسير انتحر عندما وضع نفسه في مواجهة مع الجيش اللبناني، وحمّل دماء الجيش لحزب الله وسلاحه اللاشرعي الذي مهّد لنشوء ظواهر مسلحة مناهضة كظاهرة الأسير، فهناك مناطق تتسلح خوفاً من حزب الله، وفتح الإسلام ربيب المخابرات السورية، وأشار حمادة إلى أنهم لم ينسوا بعد من دافع عن المخيمات في أحداث نهر البارد وقال عن المخيمات خط أحمر، والأسير تكفيري ونصر الله تكفيري والذي يدعي بأنه يحب الجيش ويحترمه، فليذهب ويسلّم سلاحه للجيش اللبناني.
فهل سيلّبي سعد الحريري دعوة شربل ويعود إلى لبنان لإنهاء الظواهر المتطرفة الملتهبة التي ولدها الغضب العارم في الوسط السني إثر غيابه عن لبنان، أم أن دعوته ستبقى مجرّد ابتهالات تأخّرت وماتت على كتف الأمل الموعود بلبنان الوطن..