انفجر الوضع الأمني دون سابق انذار في صيدا يوم أمس بين الجيش اللبناني ومسلحي الأسير، حيث قام أنصار أحمد الأسير بإطلاق النار على حاجزٍ للجيش اللبناني في عبرا، ما أدى إلى استشهاد ضابطين ومجند من عناصر الجيش اللبناني، وتأتي هذه الحادثة في سياق الحوادث المتنقلة التي تتوسل ضرب جيش الوطن الذي ما حاد عن شرف التضحية والوفاء، في زمن الاسطفافات الحزبية الرخيصة.وما زالت الإشتباكات الدامية مستمرة في صيدا، ووصل عدد شهداء الجيش إلى 20 شهيد وأكثر من 100 جريح. قتلوهم بدمٍ بارد يقارب برودة بعض مواقف مسؤولي السياسة في لبنان.
بينما دعا الأسير بكل سفاهة الجنود الى التمرد على القيادة العسكرية، ودعا الى الجهاد ضد مؤسسة الجيش اللبناني، التي يبدو انها حسمت امرها واعلنت بأن القيادة لن تسكت عما تعرضت له سياسياً أو عسكرياً، وهي ستواصل مهمتها لقمع الفتنة في صيدا وفي غيرها من المناطق، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه سفك دماء الجيش، وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أنها ترفض اللغة المزدوجة، ودعت قيادات صيدا الساسية والروحية للتعبير عن موقفها الواضح حيال هذه المعركة.
وأكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الجيش يحوز ثقة الشعب وتأييده والتفافه حوله، كما يحظى بالغطاء السياسي الكامل والشامل كي يقمع المعتدين على امن المواطنين والعسكريين والمحرضين على النيل من وحدته، وتوقيف الفاعلين واحالتهم على القضاء المختص.
وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرةً باعلان الحداد العام على أرواح الشهداء الضحايا من العسكريين الذين سقطوا نتيجة الاعتداءات الارهابية الاثمة على جيشنا الوطني، وسطّر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بلاغات بحث وتحر في حق الشيخ احمد الأسير و 123 شخصاً بينهم شقيقه وفضل شاكر.
وأعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل بأن الجيش خط أحمر ومن غير المسموح التطاول عليه لأنه لكل لبنان وليس لفئة دون أخرى، والدليل أن من استشهدوا هم من كل الطوائف.
واستنكر البطريرك الراعي الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاعتداء على الجيش اللبناني في صيدا وفي أي مكان، معتبراً أن الاعتداء على الجيش إعتداء على لبنان الكيان والوطن والدولة، وهو إعتداء على كرامة لبنان وعلى شرف الوطن، وأكد بأننا كلنا جلادون عندما نحمل السلاح غير الشرعي ونورط الدولة في حروب لا تريدها.
وشدد بيان صادر عن الاجتماع الامني في قصر بعبدا منذ دقائق على وجوب استمرار قوى الجيش تؤازرها باقي القوى العسكرية والامنية في تنفيذ اجراءاتها حتى الانتهاء من منع المظاهر المسلحة وإزالة المربع الامني وتوقيف المعتدين والمحرضين على الجيش.
وتبقى العيون والقلوب دامعةً صارخة على أمل أن تعود علينا الساعات المقبلة مرّةً أخرى بفرح الانتصار الذي يلتقي بوجع الشهادة، لتكون هذه المعركة بداية النهاية لمظاهر الفتنة المسلّحة، وننحني إجلالاً أمام جميع شهداء الجيش الذين سقطوا في سبيل لبنان قصيدة الألم المكتوبة بلغة المستقبل الطالع من سلام النار.