بعد أن انحسرت غيمة التوترات الأمنية في البقاعين الشمالي والأوسط بعد ليل قطع الطرقات، واتجاه الوضع في صيدا الى طبيعته، يأتي صاروخَي بلونة إكمالاً لمسلسل الرسائل الصاروخية، ولعل الجديد في هذه الحلقة الترهيبية هو اختيار الجهة المنفذة مكان منصتها في منطقة كسروان المسيحية،وكانت المعلومات أفادت بان التحقيقات الأولية رجحت ان يكون القصر الجمهوري في بعبدا أو وزارة الدفاع هما النقاط المستهدفة بصاروخي الغراد اللذين انطلق أحدهما وسقط في واد بين الجمهور وبسوس وتسبب بقطع خطوط التوتر العالي في المنطقة، بينما لم ينطلق الآخر بسبب عطل تقني. وما زالت التحقيقات مستمرة في الموضوع باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، بانتظار الوصول الى نتائج عملية وملموسة.
هذا وسقط أكثر من 12 قذيفة صاروخية ومدفعية من الجانب السوري صباح اليوم في منطقة عكار شمال لبنان القريبة من الحدود مع سورية.
في الوقت الذي يتصاعد عدد القتلى جراء الإشكالات الفردية فقتل شخص وجرح آخر في إشكال بين شخص من آل غادر واشخاص من آل المقداد يوم أمس في منطقة بير العبد في الضاحية الجنوبية، بينما أقدم مجهولاً صباح اليوم على إطلاق النار على شخص في انطلياس وفر الى جهة مجهولة، وحضرت الاجهزة الامنية التي وجدت في حوزة القتيل بطاقة ماستر كارت باسم خالد الفوري، وتجري التحقيقات لمعرفة كامل هويته وملابسات الحادث.
وحذر قائد الجيش العماد جان قهوجي من أن لبنان مهدد في وحدته، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1989، فيما حذرت قيادة الجيش في بيان لها من انها لن تتهاون في التصدي بقوة للخارجين على القانون والمعتدين على سلامة القوى العسكرية بكل الوسائل الممكنة لقد حاول الجيش أن يتعامل مع الأوضاع الأمنية بالحكمة والتروي أحيانا، والرد على النار بالنار أحيانا أخرى، وستتصاعد خطواته تدريجاً من أجل الإمساك بزمام الأمور، وشدد قهوجي على أن مسؤولية حفظ الوطن لا تقع على عاتق الجيش وحده، بل على جميع المسؤولين السياسيين ورجال الدين والإعلاميين الذين في مقدورهم المساهمة الإيجابية في إطفاء نار الفتنة بدل إذكائها، واضاف إننا نواجه خطراً كبيراً ولن ننجو منه إلا بوعي هؤلاء جميعاً، وبقدرة القوى السياسية على الإمساك بجمهورها ومناصريها، وبمساعدة وسائل الإعلام، من أجل منع انزلاق لبنان نحو الاقتتال ونحو المجهول.