أطل المنتفض المسيحي الأول في 14 آذار على المرجعيات والأحزاب النائب بطرس حرب في برنامج كلام الناس في ظل معالم الإنهيار التي تشهدها الدولة اللبنانية، وأكد على أن التمديد لمجلس النواب ليوم واحد هو خرق للديمقراطية، مستغرباً القساوة بالتعامل مع الشباب المعتصمين اليوم وسط بيروت من قبل القوى الأمنية، متمنياً أن يراهم متظاهرين ضد سيطرة السلاح الذي يضرب الديمقراطية في لبنان، وأشار إلى وجودمؤامرة لايقاع لبنان في الفراغ.
وتوجه حرب باسم المواطن اللبناني بالدعوة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري أن يفتح ورشة فورية والنزول إلى مجلس النواب مع الخروج من الجلسة الميثاقية، للإتفاق على قانون انتخابي جديد والذهاب للإنتخابات بأسرع وقت، وإذا بدأ أعضاء هيئة قضائية بالتغيّب تهرّباً وخوفاً من اتخاذ القرار فعلى الدولة السلام.
هذا وأكد بأنه مستقلاً في قوى 14 آذار، ليس تابعاً لحزب الكتائب ولا للقوات اللبنانية، لافتأ الى أنّ ما يجمعهم هو مصالح ومبادئ مشتركة. متمنياً على المسيحيين أن يبتعدوا عن الصراع الطائفي والمذهبي ولا يكونوا جزءاً منه لأن ذلك يمكن أن يُشعل ذكريات أليمة وبشعة من تاريخ اللبنانيين.
وحيّا النائب حرب رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي أثبت أنه حرّاً، مشدداً على وجوب احترام مقام الرئاسة لاعتبارها رمز كرامة كل لبناني ورمز لوحدة لبنان وضمير الأمة، مشيراً إلى أن سليمان عندما قدم شكوى بخصوص الخروقات السورية هذا يشمل كل الإعتداءات التي تخرج من داخل أراضي الدولة السورية سواء من الجيش النظامي أو من الجيش الحرّ. وأبدى انزعاجه مما قاله البطريرك الراعي عن المساواة بين 8 و14 اذار. متوجهاً لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالإسراع بتشكيل حكومة مؤلفة من أشخاص معتدلين وحريصين على مصلحة لبنان. ورأى بأنه لا ضمانة لأي لبناني إلا الجيش اللبناني الذي يجب أن نقدر جهوده وتضحياته ولا نتعرّض له بالإساءة.
وانتقد حرب ورقة التفاهم التي وقعها رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله متهماً عون بوضع قرار اللبنانيين بيد نصراللهالذي يورط نفسه ويورط لبنان بالحرب السورية السورية.
وفي موضوع الانتخابات الإيرانية عبّر حرب عن تفاؤله بالرئيس الإيراني الجديد القادر باعتداله أن يغير الأسلوب والمنطق واللهجة، وتلطيف الأجواء بين إيران والغرب حول الملف النووي ولكن بشرط أن يسمح له بذلك المرشد الأعلى السيد علي الخامنئي، عسى أن يدرك مخاطر قتال حزب الله في سورية على الطائفة الشيعية بأكملها.
ويبقى الطريق إلى الأمان مقطوع على اللبناني الذي ودّع اليوم الديمقراطية التي كانت الأمل الوحيد الذي يلوح في أفق لبنان الدولة، في إصرارٍ على تركيع الشعب اللبناني ليستسلم للأمر الواقع ويرضى بخيارين كلاهما مرّ إما التمديد وإما الفراغ، وكأن لبنان خلا من أشخاص قادرين على حمل لواء الديمقراطية بعيداً عن الاسطفافات الحزبية التي تنهش بروح الوطن وتغذي شبح الطائفية بدماء الأبرياء.