ما مصير اللبناني الذي ضاقت به سُبل العمل والعيش بكرامة في أحضان الوطن، فهاجر على أمل الغد الأفضل، إلّا أن لعنة الوطن الممزّق تبعته حيثما ذهب، وما مصير الشيعة خصوصاً في ظل قرار مجلس التعاون الخليجي وما هي تداعيات هذا القرار على لبنان، وهل هناك معايير ستفرق بين (الشيعي المعارض والمتعاطف والداعم) لحزب الله، أم أن كل الطائفة الشيعة ستدفع غالياً ثمن قتال حزب الله في سورية، وهل بدأ التنفيذ فعلاً بعد أن رحّلت قطر يوم أمس 25 شخص من ديارها.
حاولت الإعلامية بولا يعقوبيان في برنامجها الأسبوعي ""inter-viewsمع ضيوفها: السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، وعضو مجلس الشورى السعودي السابق الدكتور محمد آل زُلفة، والمستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني أحمد الأسعد، ورئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية السعودية إيلي رزق. أن تجيب عن هذه المخاوف التي تعتصر بال اللبناني الذي بات تائهاً عن الطريق التي ستودي به إلى برّ الأمان.
فأكد السفير السعودي علي عواض عسيري على أن المملكة السعودية حريصة على لبنان واقتصاده، وقرار دول مجلس التعاون الخليجي ما هو إلا ردة فعل على فعل حزب الله، وهو الذي يجب أن يتحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار، لأنه هو السبب في اتخاذه. وشدد عسيري على ان القرار لا يستهدف الشيعة وحدهم بل يستهدف كل شخص يقوم بعمل ينافي مضمون قرار مجلس التعاون الخليجي، لذلك كل شخص متورط بدعم هذا الحزب الذي أخطأ بحق نفسه وبحق طائفته وبحق لبنان سيتم ترحيله، والهدف من ذلك هو أمن المملكة العربية السعودية، وحرصاً على سلامة الرعايا السعوديين تم منعهم من زيارة لبنان في ظل الأجواء الأمنية المتوترة.
وبدوره أكد عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد آل زُلفة على أن حزب الله أخذ لبنان كله في مسارٍ آخر، وهو يخيّر اللبنانيين إما ان يسيرو معه في تبعيته لإيران وإما أن يسلط سلاحه على رقابهم وينغص عيشهم ويُربّي العداوة بينهم وبين إخوانهم العرب، وما فعله حزب الله في سورية لا تفعله اسرائيل ولا أي دولة معادية للعرب، وأشار إلى أن مجلس التعاون لا يأخذ أحد بجريمة أحد، وكل لبناني لا يثبت عليه التعاون مع حزب الله لن يُرحل. وأضاف زُلفة بأن مجيء روحاني على الرئاسة الإيرانية أتى متزامناً مع حاجة إيران لمثل هذا الوجه الناعم.
بينما أعلن المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني أحمد الأسعد عن مضيّهم بإكمال رساله البطل هاشم السلمان مهما كانت النتيجة, وأوضح الأسعد بأنها رسالة حضارية يريدون إرسالها عبر التظاهر أمام السفارة الإيرانية، لرفض قتال حزب الله في سورية المخالف للتراث الشيعي المعروف بنصرة المظلوم على الظالم تنفيذاً لمشروع إيران المتكفل بحماية النظام السوري. ورأى الأسعد بأن التاريخ يعيد نفسه في إيران، فخاتمي كان أكثر إصلاحاً من روحاني ولن يغير شياً في سياسة إيران، وما حصل لهاشم السلمان ينسف كل يبرره حزب الله عن قتاله في سورية.
ورأى إيلي رزق رئيس هيئة تنمية العلاقات اللبنانية السعودية بأن الموسم السياحي في لبنان وُلد ميتاً، وقرار منع السعودية لرعايها من زيارة لبنان أخذوه مرغمين، لأن الكل يعلم مدى حب الخليجيين للبنان. وأشار رزق إلى أنه لا يحق لحزب الله أن يأخذ قرارات منفردة وينفذها دون مراعاة شركائه في الوطن، لأن االشراكة في الوطن تكون في تحديد المصير أيضاً.