وصل روحاني المعتدل الى منصب الرئاسة الإيرانية في الوقت الذي بلغ فيه التوتر المذهبي في المنطقة حدّ الإنفجار،وفي مؤتمره الصحافي الأول بعد إعلان فوزه في الانتخابات، رفض الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني وقف البرنامج النووي الإيراني، متعهداً اعتماد نهج الاعتدال وبناء الثقة مع العالم.وأكد أن لا حل لـلمشكلة النووية إلا عبر المفاوضات، مشيراً إلى أنّ حل الملف النووي لا يتم إلا بالتفاوض خطوة بعد خطوة.
وتعهد باتخاذ خطوات سريعة لتخفيف العقوبات على بلاده، مشيراً إلى أن اولويات حكومته تأتي في تعزيز العلاقات وإقامة علاقات جيدة مع دول الجوار كدول الخليج، وخصوصاً السعودية.
ورأى أن على بلاده والولايات المتحدة التطلع إلى المستقبل، وأي حوار معها يجب ان يجرى في اطار المساواة والاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق النووية لإيران.هذا وتعهّد روحاني خلال حملته الإنتخابيّة بالعمل على إعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع الولايات المتحدة الأميركية المقطوعة منذ العام 1979، إثر الهجوم على السفارة الأميركية في طهران، لكنّه أقرّ بأنّ هذا الأمر سيكون صعباً. وبالنسبة إلى العلاقات مع الدول الأوروبيّة، يعتبر روحاني أنّها قابلة للتحسّن بمجرّد وقف الحملة ذات الدوافع السياسيّة والتي تهدف إلى التضليل والتشكيك في الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني.
هذا وتجنب الرئيس الإيراني المنتخب الرد على سؤال تحالف بلاده الوثيق مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مكتفياً بالقول إن جهود إنهاء النزاع وإعادة الاستقرار يجب أن تكون بين أيدي الشعب السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الصحفي الأول للرئيس روحاني اختتم بشكلٍ مفاجئ عندما هتف رجل من الحضور بعبارات مؤيدة للزعيم الإصلاحي "مير حسين موسوي" رئيس المعارضة الخضراء في ايران، الموضوع قيد الاقامة الجبرية منذ عام 2011.
وبغض النظر عن حد التفاوض المسموح به للرئيس الإيراني الجديد فإن سياسة إيران لا تخرج عن الدائرة التي يرسمها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي ومعاونوه. فهل انتخبت إيران روحاني المعتدل لأنها شعرت بأن التوتر الذي تمسك بأحد أطرافه في بعض الدول بدأ يزداد بشكلٍ يؤثر على مستقبلها، وما هو مستقبل نظام الأسد وحزب الله في ظل ما يجري خلف الكواليس الإيرانية التي رأت بأن الاعتدال هو الطريق الأفضل للتعامل مع الدول..؟؟!!