إن الأحداث المتلاحقة التي تشهدها الساحة اللبنانية والمتصلة اتصالاً مباشراً في المسألة السورية، بعدما أوغلت بعض الأطراف اللبنانية الإمعان في دخول الأوحال السورية في ظلّ غياب تام لمؤسسات الدولة وتغييب للحكومة المستقيلة، والعثرات التي تضعها القوى السياسية أمام تشكيل الحكومة العتيدة والتي ينتظر اللبنانيون تشكيلها لتتفرغ لشؤونهم وشجونهم وتضع خطة لحماية لبنان من الفتنة التي تهدده.
في ظلّ هذه الأجواء تتكرر عمليات الإخلال بالأمن كالقصف والخطف والقتل، وما حادثة مقتل علي الحجيري وتبعاتها، وقتل الشباب الأربعة التي نتقدم لذويهم آل جعفر وآل أمهز بالتعازي الحارة والصادقة ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة.
وإننا ندين ونستنكر كل أنواع القتل والخطف من أيّ جهة كانت، وندعو أهلنا في البقاع إلى ضرورة التنبه إلى الفتنة التي تحضر لهم، ندعوهم وهم أهل الوفاء والحمية، لأن يكونوا على قدر مسؤولياتهم الأخلاقية، والتاريخية والعشائرية في وأد الفتنة والعمل على إنجاز تحقيق سريع يكشف ملابسات الجريمة. كما نهيب بأهل عرسال الكرام أن يتنبهوا إلى الفتنة التي يُراد زجهم فيها، والخروج بالسبل الكريمة والأحتكام إلى التاريخ المشترك بين أبناء المنطقة.
كما ونتقدم إلى الشعب الإيراني بأسمى آيات التبريك باختياره الموفق، وفي هذا الزمن الصعب، للشخصية الأكثر اعتدالاً وإصلاحاً وتقدماً بعيداً عن الشعارات التي اجترّتها المرحلة السابقة برموزها الفاشلين والمشعوذين التي أوصلت إيران إلى حافة الإنهيار المالي والاقتصادي والسياسي.
كما ونوجه تحياتنا إلى الرئيس المنتخب الشيخ حسن روحاني ونسأل الله أن يوفقه لوضع حد لكل الأخطاء التي أوصلت إيران والمنطقة إلى ما تشهده من صراعات مذهبية وطائفية، كما ندعوه إلى التعاون مع كل دول المنطقة وخصوصاً دول الخليج لدفع الفتنة التي بدأت تعصف في المنطقة. أما نحن في لبنان فندعو الله أن يوفقه للجم الرؤوس الحامية التي تورطت وذهبت بعيداً في تبنيها النظام السوري والوقوف إلى جانبه ضد شعبه المظلوم والمعذب، والشعب الإيراني الجدير بهذا الرجل هو جدير بالوقوف إلى جانب المظلومين والثائرين في أي بلد وهو السبّاق في صنع ثورة أسقطت حاكماً طاغياً سفاحاً.