ماذا بقي من لبنان الوطن في ظلّ الدرك الذي وصلت إليه أسمى مؤسسات الدولة، وفي ظل المذهبية التي تغتال لبنان وتنكّل بجثته، وهل بقي في لبنان مواطنين ليخلّصو ما تبقى من لبنان من بين مخالب أمراء الحرب، وهل ستشفي الحرب السورية غرائز محبّي الدماء، أم أنهم سيتعطشون للمزيد؟؟!!
حاولت الإعلامية بولا يعقوبيان في برنامجها الأسبوعي "inter-views" على شاشة المستقبل، مع ضيفها السفير السابق جوني عبدو، أن تستخلص الإجابات الشافية التي تطمئن المواطن اللبناني على غدِه، ليقررّ على غرار هذه الإجابات إمّا الرحيل بعيداً عن صدر الوطن أو البقاء، شرط أن يحمل دمه على كفهّ ويمضي في رحاب غابةٍ أبعد ما تكون شبهاً عن الوطن..
حيث أكد رجل الأمن والسياسة السابق جوني عبدو بأن هناك حزبٌ في لبنان يحاول تركيع الشعب اللبناني بقوة السلاح، واضعاً إشارات استفهام حتى على صراع حزب الله مع إسرائيل، متسائلاً عنه إن كان دفاعاً عن لبنان أم عن إيران، ورأى بأن حزب الله يورّط طائفة كاملة فداءً لإيران، ويشكّل منظومة إيرانية كاملة تُعلف من إيران بالإستثمار بالعملة، وبالتالي هي مضطرة لرد ذلك الجميل لإيران.
وأشار عبدو إلى أن الدول الأوربية تقول بأن معنى الاستقرار في لبنان هو الخضوع لحزب الله، ولكن الشعب اللبناني يمتلك إرادة اقوى من قوة السلاح، والحكمة تنتهي عند الخنوع والخضوع الكامل لإرادة حزب الله في لبنان وتتحوّل إلى خيانة، وحزب الله يكفّر الطرف الآخر المعارض له فهو بالتالي تكفيري، وعندما يسمّي حزب الله نفسه بالمقاومة الإسلامية في لبنان بدلاً من المقاومة الإسلامية اللبنانية هذا يعني بأنه جزء من مقاومة إسلامية ولاؤها لخارج لبنان، وأشار بأصابع الإتهام بمقتل هاشم سلمان إلى حزب الله باعتباره جماعة مدفوع لها لتحمي الثورة الإيرانية في لبنان.
وفيما يخص الموضوع السوري شدّد السفير على أن نظام بشار الأسد سقط لحظة ما دعا السيد حسن نصرالله اللبنانيين للتقاتل في سورية، وسقط لحظة قبوله كرئيس دولة بان تكون بلده ساحة معركة، وعندما سقط النظام السوري ذهب حزب الله للدفاع عن النظام الإيراني في سورية لان سقوط النظام الإيراني يبدأ بسورية وينتهي في إيران، والإرهاب صناعة إيرانية بامتياز، وتذبيح الشعب السوري بحجة مقاتلة التكفيريين وجبهة النصرة لا يجوز.
وبالإنتقال إلى الانتخابات والتمديد رأى جوني عبدو بأنه لا شك في أن الوضع في لبنان لا يسمح بإجراء انتخابات، وكلّ مؤسسة أمنية تغطّي أعمال حزب الله يتم التمديد لها، ولكن أشرف ريفي لم يُمدّد له لأنه لا يأتمر بإمرة حزب الله. ولا شيء يمشي في البلد إلا بعد موافقة حزب الله، وعون لا يمتلك شيئاً لا ماديّاً ولا انتخابياً لمعارضة حليفه.
وفي حديث عن الطائفة السنية قال عبدو بأن الطائفة السنية هي طائفة سيادية قادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى هذا التوجه السيادي، واستتبعها من بعده سعد الحريري .
وعبّر عن قلقه من الوضع الأمني في لبنان إزاء ردّات فعل الجيش الحرّ التي ستكون وليدة الحقد الذي زرعه حزب الله في صدور الجيش الحرّ جرّاء تعدّيه على الشعب السوري.