اعتبر رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني خلدون الشريف أن ما يجري اليوم في طرابلس مرتبط بالوهن الأمني الذي أصاب المدينة منذ فترة غير قصيرة، مشددا على أن  خيار أبناء المدينة هو الدولة والجيش وهم يرغبون أن يروا العدالة من الدولة والجيش وأن يطبق القانون على الجميع سواسية. وفي حديث لـ"النشرة"، شدّد الشريف على أننا لم نشهد لمظلة سياسية للجيش اللبناني كالتي تظلله اليوم في طرابلس، لافتا الى ان البيان الذي صدر بالأمس من دار الفتوى والذي أجمعت عليه كل أطياف المدينة واضح تماما لجهة أن الجميع يتمسك بالجيش الذي يمثل جزءا لا يتجزأ من نسيج المدينة. وقال: "أصلا لا خيار أمام الطرابلسيين الا أن يقفوا الى جانب الدولة والجيش لأنّه اذا سقط الجيش في طرابلس سقطت الدولة هناك واذا سقطت الدولة بطرابلس سقط لبنان".   الانغماس بالفتنة سيعززها وردا على سؤال، لفت الشريف الى أن الأزمة السورية تشكل عنصرا سلبيا في الأحداث الدائرة في طرابلس، مشيرا الى ان الأغلبية المطلقة من أهل طرابلس مؤيدون للثورة السورية لكنّهم بالوقت عينه مؤيدون لمنطق الدولة في طرابلس باعتبار أنّه واذا كان المرء داعما للثورة لا يجب أن يبدد الأمن الذي ينعم به. ورفض الشريف الربط بين ما يحصل في القصير وما يحصل في طرابلس، لافتا إلى أن ما يحصل في طرابلس محاولة لاعادة منطق الدولة الى المدينة والى جبل محسن وباب التبانة على حد سواء، أما ما يحصل في القصير فسيترك آثارا سلبية ستحتاج للكثير من المعالجات للخروج من دون ارتدادات لهذه الفتنة على لبنان. وقال: "كان على اللبنانيين أن يكونوا أوعى وأكثر تعلقا بوطنهم وتمسكا بالنأي بالنفس لأن الانغماس بالفتنة سيعززها ولن يطفئها".   المهم الا يتوقف الكلام وألا يلعلع الرصاص وفيما أكد الشريف أنه لن يألو جهدا من أجل إعادة ترميم الوضع في لبنان، مشددا على أنّ لا خيار إزاء ذلك سوى الحوار، لفت إلى أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أطلق من هذا المنطلق مبادرته الحوارية لكسر الاصطفاف الحاد وبناء جسور "مهما صغُرت". واشار الشريف الى أنّه ووزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس زارا بالأمس رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي أكّد من دون تردد أنّه مع أي حوار وتحت أي عنوان وفي أي مكان. واضاف: "أكدنا له بدورنا على دور رئيس الجمهورية في رعاية الحوار الوطني الذي لا يجب أن يتوقف".  وختم قائلا: "المهم الا يتوقف الكلام وألا يلعلع الرصاص".