اطبق التواطؤ الاميركي الروسي ممهورا بتواقيع إيرانية وإسرائيلية ، على مدينة القصير السورية، وإسقطها بنيران مدافع حزب الله وطيران الجيش النظامي السوري . الامر .. لم يكن مفاجئا كثيرا ، وخصوصا بالنسبة للعديد من الباحثين الاستراتيجيين الذين كان سبق لهم ان اعلنوا ان مدينة محاصرة بهذا الشكل ، لا خطوط إمداد او تموين لها ، ستسقط عاجلا ام آجلا ..
وباسقاط هذه المدينة الموصوفة بموقعها المهم ، نظرا لانه يربط اكثر من منطقة سورية بالساحل السوري ، ستزداد رقعة التأويلات والتحليلات والاستنتاجات ، لما بعد سقوطها ، وتداعيات ذلك
على النزاع السوري برمته ، على مؤتمر جنيف ٢ ، غير المتفق حتى الان على تاريخ انعقاده ، والأطراف الي ستحضره ، وكذلك على الداخل اللبناني ، نظرا لان حزب الله ، الذي لولا دعمه للجيش السوري ، لما استطاع هذا الاخير ان يدخلها البتة ، وهو سيحاول توظيف انتصار القصير، على الساحة اللبنانية ، ان كان على مستوى تشكيل الحكومة ، او غيره من الملفات الشائكة .
ويقول الخبير العسكري الاستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر لموقعنا ، انه لا يعتقد ان استعادة القصير ، تشكل مرحلة ذات قيمة حاسمة ، بل هي انتصار موضعي للنظام السوري , نظرا لان هذه المدينة تتحكم بالطريق السريع الرابط بين دمشق وحمص والساحل السوري ، كذلك تتحكم بوسائل الاتصال بين دمشق والساحل السوري عبر البقاع الشمالي وتحديدا منطقة الهرمل . ويضيف ، لن يكون لتلك الاستعادة أية مفاعيل على مستوى الصراع الكلي بين النظام والمعارضة السورية ، كما لن يكون لها أية مفاعيل سياسية يمكن ان يستفيد منها النظام للأدعاء بتقوية موقعه في أية مفاوضات ، وخصوصا لدى انعقاد مؤتمر جنيف ٢ .
وفي معنى اخر ، يقول العميد عبد القادر وهو برايه معنى محدود جداً ، سيؤثر سقوط القصير على معنويات المعارضة ، لانها خاضت معركة مستميتة للحفاظ على هذه المدينة . ويشير هنا الى ما كان يقال في بعض أوساط حزب الله بان القتال في القصير يجري ضمن فكرة الجهاد الحسيني ، وبانه ملحمة من ملاحم هذا الجهاد ، المشابهة لحرب تموز ، وذلك للتغطية على الخسائر الفادحة والأثمان الباهظة التي كان يتكبدها هناك ، والتي كانت اكبر بكثير مما كان يتوقعها .
ويرجح عبد القادر ان تتحول القصير وريف حمص الجنوبي ، الى ما كانت عليه في العام ٢٠١٢ مدينة معرة النعمان ، تلك المدينة التي تتحكم بالطريق السريع بين حماه وحلب ، وقد جرى احتلالها وتبادل السيطرة عليها بين قوات النظام والجيش الحر ، على الاقل خمس مرات في بضعة اشهر ، متسائلا ، هل يتحول ريف حمص وتحديدا القصير ، الى معركة كر وفر بين الطرفين ؟؟ أنا أرجح ان يكون هناك شيء من هذا القبيل ، قال العميد عبد القادر ، الذي ختم بالإشارة الى ان حزب الله بالتأكيد سيحاول استثمار ما حققه في الخارج ، في معارك الداخل ، وبالتالي علينا توقع التأخير في تشكيل الحكومة .
هل تصبح القصير معرة النعمان .. ثانية ؟؟؟
هل تصبح القصير معرة النعمان .. ثانية...نهلة صفا
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
308
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro