بعد ستة وعشرين شهراً من الاشتباكات الدامية التي أودت بحياة ثمانين ألف شخص، بدأت التحضيرات الثلاثية لمؤتمر "جينيف-2"، وجامعة الدول العربية تعقد اجتماعاً طارئاً، بينما أكدت بريطانيا وفرنسا تورط النظام السوري باستعمال الأسلحة الكيماوية اللاشرعية، ومجلس حقوق الانسان استفاق من ثباته الطويل ليدين الحكومة السورية.
انطلقت اليوم الأربعاء في مقر الأمم المتحدة بجنيف مشاورات ثلاثية تضم ممثلي روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وذلك من أجل بحث التحضيرات للمؤتمر الدولي حول سورية "جينيف-2" .
في الوقت الذي يعقد مجلس جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى وزراء الخارجية برئاسة محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري، وبحضور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، لبحث الأزمة السورية وسبل تسويتها.
هذا و أعلنت الحكومة البريطانية أن لديها أدلة تؤكد استخدام غاز السارين في سورية، وتم استخدامه على الأرجح من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد . وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد في الأمس أنه لا شك في ان القوات الحكومية السورية استخدمت غاز السارين السام ضد مقاتلي المعارضة، وتوعّد بأن كل الخيارات مطروحة للتحرك والرد على ذلك، وأضاف فابيوس أن هذه النتائج تم تسليمها إلى الأمم المتحدة عقب اختبارات أُجريت على عينات من الأراضي السورية.
بينما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن استخدام مجلس حقوق الإنسان لترجيح كفة المعارضة السورية، والمتطرفة بالذات، لا يساعد على ايجاد مخرج من الأزمة القائمة.
وقال تقرير محققي الأمم المتحدة الخاص بانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا: "إن الصراع في سوريا وصل إلى مستويات جديدة من الوحشية، وتقع بشكل متسارع جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات مريعة لحقوق الإنسان، وطالب المحققون بضرورة محاسبة الزعماء السوريين على سياستهم التي تشمل حصار المدن وقصفها وإعدام المدنيين، مشيراً إلى أن الانتهاكات الموثقة مستمرة وواسعة النطاق وهي دليل على سياسة مدبرة ينفذها قادة الجيش والحكومة في سوريا.
فهل سيكون لتورط النظام السوري بالأسلحة الكيماوية أبعاداً ستغيّر قوانين اللعبة، أم أن اللعبة الدامية ستستمر على مأساة الشعب السوري..