قال عباس الجوهري، رئيس "اللقاء العلمائي" اللبناني (تجمع لرجال الدين الشيعة المستقلين) إنه "لا شرعية لتدخل حزب الله إلى جانب النظام السوري في مواجهة الثورة الشعبية ضد حكمه".
وفي مقابلة مع مراسل الأناضول، أضاف الجوهري أن "الثورة السورية ما هي إلا امتداد للربيع العربي الذي انفجر بسبب السنين الطويلة من الظلم والاستبداد بحق الشعوب".
واعتبر أن حزب الله "يشارك في قمع ثورة شعبية محقة في سوريا"، سائلا الحزب: "هل ستستطيع - بعد قتل الطفل والصغير والكبير في سوريا - أن تواجه إسرائيل؟".
وأضاف الجوهري أنه "بالرغم من حقيقة وجود محاور في المنطقة كمحور الممانعة والمقاومة (لإسرائيل) والمحور المقابل له، لكن هذا لا يعطي حزب الله الحق الشرعي في التدخل في سوريا"، مشددا على أن "انخراط الحزب بالأزمة السورية سيعود بالضرر على المقاومة وأدبياتها ومستقبلها، وسيؤثر سلبا على إشعال الفتنة السنية الشيعية القذرة".
ومحور الممانعة اسم أطلقته على نفسها الدول التي تعارض السياسة الأمريكية في العالم العربي وتؤيد حركات التحرر الوطني.
ودعا الشيخ الجوهري الأمة الإسلامية الى "العودة الى الرشد والى لغة الحوار والعقل ونبذ التعصب، خصوصا بوجود محتل غاصب لفلسطين هو المحتل الإسرائيلي" .
وعن وجود فتاوى أطلقها بعض المراجع الشيعية تجيز لحزب الله التدخل في سوريا الى جانب النظام، قال رئيس "اللقاء العلمائي" إن "كل فقيه يستطيع أن يقدم أدلة تؤيد وتشرعن ما يقوم به من خطوات"، مشيرا الى أن "الحزب ساق بداية مبررات أنه يريد أن يحمي اللبنانيين الشيعة في سوريا، ومن ثم طرح مبررا جديدا وهو حماية المقدسات الدينية المادية"، معتبرا أنه "هذه مبررات واهية لا أساس لها وهدفها الرئيسي تحضير وشحن الرأي العام الشيعي للتدخل في سوريا" .
وشدد الشيخ الجوهري على "عدم شرعية انخراط حزب الله في سوريا وفي قتل الشعب السوري المسلم"، مشيرا إلى أن "هذا القتال يكون اليوم في المكان الخطأ لأن سوريا ليست أرضا للجهاد".
وأضاف أن "من كان يسقط من حزب الله في مواجهة إسرائيل، كان أهله وجيرانه يفخرون به، أما اليوم من يسقط من حزب الله في سوريا يستقبل بكثير من الأسى والحرقة والحزن".
وأشار الشيخ الجوهري إلى أن "العديد من الشخصيات الشيعية في لبنان تحاول أن تنصح حزب الله بالكف عن الانغماس أكثر بالوحل السوري وتبين مخاطر نصرة النظام السوري الذي يقتل شعبه دون أي رادع".
وأعرب عن دهشته البالغة إزاء ما وصفه بـ"انزلاق إيران في الوحول المذهبية في المنطقة" .
وأضاف رئيس "اللقاء العلمائي" أنه "كان على النظام السوري أن يتعامل مع هذه الثورة بحكمة وعقلانية"، مؤكدا أن "النظام هو من استدرج الثورة إلى حمل السلاح عندما وجه فوهات البنادق والمدافع الى صدور الناس العزل" .
واعتبر أن "الشعب السوري لا يطالب اليوم إلا بحقوقه المشروعة وبأن يستعيد كرامته وحريته وعدالته وديمقراطيته" .
ورأى أن "من يدعو اليوم للحوار مع النظام السوري، بعد سقوط عشرات الآلآف من الضحايا ومئات الآلاف من المعتقلين والجرحى وملايين النازحين والمهجرين وتدمير آلاف البيوت، كمن يدعو الى أمر تافه"، مشيرا الى أن "لغة الحوار كانت تنفع مع النظام قبل حدوث كل هذا الدمار والقتل والتشريد والاعتقال" .
وأشار إلى أن "الغرب وروسيا والصين ليسوا متعجلين لتقديم الحلول للأزمة السورية، بل هم يعملون من أجل مصالحهم أولا وأخيرا"، موضحا أن "مصالحهم هي بأن تدمر سوريا ويبقى شعبها في حالة صراع وقتال"، بحسب قوله.