يخطيء من يظن أن حزب الله يدير معركته اليوم في القصير خصوصا وسوريا عموما بنفس الطريقة التي كان يديرها أثناء الموجهات مع العدو الاسرائيلي , ربما اعتاد حزب الله على قتال الجندي الاسرائيلي وفهم جيداً الآلة العسكرية الإسرائيلية ولذلك حقق انتصارات كبيرة شهد بها العدو نفسه قبل الصديق بعد امتلاكه خبرة واسعة في مواجهة الإسرائيلي كرستها التجارب والسنوات التي قاربت الثلاثين عاما وأعدّ خلال ذلك عدّته وفقا للآلة العسكرية الإسرائيلية ووفقا لنظرية الجندي الاسرائيلي الجبان الذي يهرب من المواجهة المباشرة ودرّب حزب الله الآلاف من عناصره وفق هذه النظرية فحقق على أرض الجنوب اللبناني أكثر من انتصار .
أما اليوم فإن حزب الله أمام معركة أخرى شكلا ومضمونا ويظهر من عدد الضحايا الكبير من مقاتلي الحزب أن إخفاقات كبيرة وكثيرة تحصل على أرض المعركة وأن ثمة مفاجآت لدى جنود الحزب تعرضوا لها خلال هذه المعركة فكانت المعارك العسكرية مختلفة تماما عما خبروه في مواجهة العدو الاسرائيلي وربما لم يعِ مقاتلو الحزب إختلاف الموازين العسكرية في هذه المعركة فكانت الخسائر كبيرة والقصير لم تسقط بعد .
إن المتتبع لمسيرة حزب الله العسكرية يعي تماما أن الحزب فوجيء بشراسة المقاتلين من الجماعات الاسلامية رغم أنه كان يعرف انه أمام نموذج من المقاتلين العقائديين الذين يقاتلون بشراسة ويواجهون بخلفيات دينية وهم مستعدون للموت في سبيل اهدافهم وقضيتهم , ويرى مراقبون أن الحزب لم يقم بتدريب مقاتليه على هذا النموذج من القتال واقتصرت التدريبات العسكرية للحزب بناء على مواجهة العدو الاسرائيلي وعندما دخل الحزب هذه المعركة بمقاتلين من هذا النوع وربما لا يملكون الخبرة الكافية في القتال على أرض أخرى إنقلبت الصورة وتعرض الحزب لمجموعة من الهزائم العسكرية أدت إلى سقوط هذا العدد الكبير من مقاتليه ولم يستطع الحزب بالتالي تسجيل اي انتصار حقيقي قي مدينة القصير .
يقول شيمون شابيرا " المتخصص بشؤون حزب الله في مركز القدس للشؤون العامة " : أن هناك عدة مئات من مقاتلي حزب الله في سوريا معظمهم من وحدات النخبة وقد تم تدريبهم جيدا , ويعتبرون النخبة بمعايير حزب الله إلا أن قدرات هؤلاء يجب أن تبقى تحت الأنظار .
ويرى أحد مسؤولي حزب الله في تصريح لجريدة الرأي الكويتية أن الكثير من الذين قتلوا في اليوم الاول في القصير قضوا بسبب الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي جهزها الثوار السوريون .
وفي ذلك شبه تأكيد على أن مقاتلي الحزب لم يستطيعوا بعد التكيف بالمعارك الجديدة معارك غير تلك التي اعتادوا عليها مع العدو الاسرائيلي وان كل التدريبات العسكرية التي خضعوا لها كانت بناء على أن العدو هو العدو الاسرائيلي فقط , أما وقد تحولت المعركة فإن حزب الله أمام استراتيجية جديدة استراتيجية عسكرية وسياسية وإن صمود حزب الله في العام 2006 في مارون الراس يُمحى اليوم ويزول بسبب الخسائر الكبيرة لحزب الله في مدينة القصير وقد دخلت المقاومة في لعبة الصراعات الدولية وبتنا امام استراتيجيات جديدة على كل المستويات استرتيجيات لم يستطع حزب الله توضيحها بعد .
كاظم عكر
القصير ليست مارون الراس
القصير ليست مارون الراسكاظم عكر
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
11151
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل ( ٨ ) سفارة لبنان في...
الشاعر محمد علي شمس الدين يترجل عن صهوة الحياة الى دار...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (7) سفارة لبنان في...
ديوان المحاسبة بين الإسم والفعل (6) سفارة لبنان في المانيا...
65% من المعلومات المضللة عن لقاحات كوفيد-19 نشرها 12...
لبنان: المزيد من حالات وارتفاع نسبة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
تعليقات الزوار
الكل يعد موتى حزب الله لكن لا يعدون موتى الآخرين.
الإسم: Sami Azouri
3 حزيران 2013
عنجد انت ذكي يا صاحب المقال من وهون عندك كل هذا المعلومات من الصحف والمواقع على الانترنت شو ذكي عنجد كثيرا ليك بدك مليون سنة حتى تصير تفهم بالسياسسة وما في تحكى هيك عن حزب الله والنصر قريب والقصير نفس مارون الراس
الإسم: ليال
3 حزيران 2013
ya taba3 شيمون شابيرا!!!!!
الإسم: LRDMRKRY
3 حزيران 2013
بعد إنتصارحزب الله في2000،2006 اصبح طاووس منفوخ،يعتقد بأن لاعالب إلا هو،فغروره وجنون العظمة هيئة له بأنه هو ألأعظم ويستطيع ان يحارب في سوريا وخاصة القصير وينتصر بسهولة
الإسم: ندى مصطفى
3 حزيران 2013
3anjad enkon cha3b ma byefham lk enta law 2rit lmakal ma knt 2lt hik la2eno lzalami ma 7aka che dod 7ezeb alla bs ento dawbkon te2ro l3enwen la2eno tefkiron ma birou7 ab3ad mn hik
الإسم: شيعية حرّة
3 حزيران 2013
ايضا الفصير ليست فندهار باصديفي الفصير سفطت انا سوري ولست شيعي يا صديفي سوربا لن تكون مرتع لال سعود السلفين ولمرتزفة الكلمة الشعب السوري اصيل
الإسم: JOSEPH
3 حزيران 2013
إن موقع لبنان الجديد لا يتحمل مسؤولية التعليقات وغير مسؤول عنها.
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro