فضح المعارضون السوريون المنتدون في اسطنبول أنفسهم الأمَارة بسؤ السلطة وتبيَن هشاشة معارضة تسعى لالغاء سلطة تشبهها تماماً في احتكارية باعثة على الاشمئزاز فضيَق دُعاة المشاركة السياسية عنق زجاجة المعارضة كي لا تتسع لآخرين من سنخ الثورة مخافة الاخلال بتوازنات المتحاصصين لأدوار الادارة السياسية في فريق الائتلاف ولم يهتدوا الى رئيس انقاذي ولم يستطيعوا الاسراع بتشكيل حكومة تكون على مستوى المسؤولية التاريخية.
حضر وزراء خارجية أصدقاء المعارضة السورية الى قاعة الاجتماعات في تركيا للملمة خلافات التحاصصات المكسبية لمواقع خجولة وايجاد مخارج انقاذية لنخبة موبؤة بالأنا الاستبدادية والتي توارثوها من الكتب الثورية وحكاياتها عن البطل التاريخي والقيادة التاريخية ومن التجربة البعثية الداعية الى قيادة أبدية كما كان حال الزعيمين البعثيين المخلدين في العراق وسورية –القائد التاريخي صدَام حسين- قائد الى الأبد الرئيس حافظ الأسد – هذه المعزوفة العربية للنخب السلطوية المستبدَة طالت نخب المعارضات العربية وأصابتها بجنون العظمة فالقيادات الحزبية لاتغادر مواقع أمانتها العامة وترؤساتها الجماهيرية الاَ في حالة الموت وحركات التصحيح المطيح بالقيادة السائدة لصالح قيادة طامعة وطامحة بالجلوس على كرسيَ عرش السلطة التماساً منهم لخطى المخلدين من أهل الزعامات الثابتة للدولة العربية والاسلامية.
لم أفهم حتى الآن كيف يمكن لمعارضة حديثة الولادة أن تكون جشعة ومستأثرة بفيء فقراء سورية الذين يتسولون رغيف خبز في أمكنة تشردهم في دول عربية وكيف يمكن لقيادات بديلة أن تفتتن منذ بداية طريق السلطة بغرفة في فندق أو بسيَارة مستأجرة من أحد أجهزة الأمن التركي أو بطائرة قطرية فارهة ولكنه فارغة من مصالح الناس الذين يحتاجون في سورية وخارجها الى ضمَادة جرح وكسرة خبز.
لقد عشنا في لبنان وشاهدنا مراحل العمل الحزبي وأرتنا البدايات نخباً وطنية وفي كلا جهتيَ اليمين واليسار حاضرة في ساحات الحرب الأهلية وقدَ نامت في الخنادق قبل مجيء مغريات الفنادق . لقدَ قدَمت القوى الوطنية اللبنانية بتشكيلاتها كافة والمقاومة الفلسطينية نمذجة رفيعة المستوى في التضحيات المبكرة .أليس من العجب أن نشاهد معارضات سورية للنخب لا تتقن الاَ فنَ الاختلاف والبعد عن ساحات الاحتراب فيخرجون من قصور لندن وباريس واوشنطن وعواصم أخرى ولا نلمح أحداً مهم خارجاً من جدث الجثث الشاهدة عليهم في أرياف ادلب وحمص ودمشق أو في غوطة من غوطات" البوطولات السورية" .
خلاف على المحاصصة في الأسماء داخل الائتلاف وخلاف على رئاسة الائتلاف وخلاف على حكومة ادارة شؤون المهجرين والنازحين وعلى أشياء أخرى غير معلنة فما هو حالهم يوم محاصصة السلطة في سورية عندما تكون الحصَة حصَة دولة كاملة ؟
أزمة المعارضة السورية
أزمة المعارضة السوريةعلي سبيتي
NewLebanon
مصدر:
لبنان الجديد
|
عدد القراء:
429
عناوين أخرى للكاتب
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro