ببساطة قتال في سوريا ولأي سبب فأحد لا يعرف.
حزب الله قرر الدخول في مثل هذه المخاطرة الكبيرة ولم يأخذ أبدا برأي اللبنانيين. وبذلك كسر سياسة النأي بالنفس التي جاءت في إعلان بعبدا, فورط لبنان معه في مخاطرة لا يمكن تحملها ولا يعرف أحد ماذا ستكون تداعياتها على الداخل اللبناني، خاصة وأن لبنان ساحة مكشوفة ومعرضة للكثير من المخاطر كما كانت دائما.
وبهذا يكون حزب الله قد أكد كل الإتهامات الموجهة له على أنه دولة ضمن الدولة يتصرف من ذاته دون إحترام الوطن والمواطن. المؤسف أن الحزب وبعد هذه الخطوة قد خسر جزءا" مهما من شعبيته خاصة وأنه وجه سلاحه إلى غير إسرائيل. فماذا يهم لو كانت كل البنادق وجهتها إسرائيل وبندقية واحدة موجهة إلى سوريا ،فهكذا ستسقط كل البنادق مع الأسف.
وبعيدا عن توريط لبنان الوطن والدولة. فماذا يفعل حزب الله بشبابنا؟ شباب في ربيع العمر يسقط تحت عنوان "الواجب الجهادي" في حين أن المعركة الحقيقة قائمة بين روسيا وأمريكا على أرض سوريا وكل من يقاتل هناك ليس سوى أدوات فقط لا غير. وأيضا أين أخلاق الإسلام في كل هذا؟ أليس رسول الله محمد(ص) هو من قال أن دم المسلم على المسلم حرام؟ وأيضا أليس من الأفضل أن يسقط هؤلاء الشباب شهداءا" على جبهة فلسطين بدلا من أن يسقطوا في حرب دموية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. والأسئلة تطول والكلام تطول والتأسف كذلك مع الأسف.
صحيح أن أحدا الأن لا يستطيع أن يفعل أي شيء للصراع الدائر في سوريا، لكن أحدا يستطيع أن يسأل سؤالا واحدا ألا وهو: ما الذي يفعله حزب الله؟!