عقدت مجموعة "حرية بلا حدود" ندوة بعنوان "لبنان وحزب الله تحت المجهر"، بدعوة من الناشط السياسي شفيق بدر، بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية من مختلف الطوائف اللبنانية. تضمنت الندوة عرضاً لمجموعة من الفيديوهات التي قدمتها مؤسسة "Free Press" الأميركية، والتي استعرضت صورة حزب الله على مدار ثلاثين عاماً، وطرحت رؤى حول علاقته ببيئته الحاضنة.

شهدت الندوة مناقشات ومداخلات متعددة من الحاضرين، تباينت فيها الآراء حول أسباب الأزمة اللبنانية وسبل حلها، وتناولوا بشكل خاص تأثير حزب الله على الحياة السياسية في لبنان. وأكد المشاركون على ضرورة بناء دولة قوية تضم جميع المواطنين، وشددوا على أهمية دعم المؤسسات الأمنية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، باعتباره ركناً أساسياً في عملية بناء الدولة وتعزيز سيادتها.

 


افتتح الناشط السياسي شفيق بدر ندوة بعنوان “لبنان وحزب الله تحت المجهر”، مؤكداً في كلمته على أهمية التفكير في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة في ظل التصعيد الحالي. رحّب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، مبرزاً أن غياب بعض المدعوين يأتي نتيجة للواقع المرير والحرب التي يعيشها لبنان.

قال بدر: “في ظل الأحداث المؤسفة التي يشهدها لبنان، نجد أنفسنا أمام فرصة تاريخية. هذه الفرصة لا تأتي فقط نتيجة الحملة العسكرية ضد حزب الله، بل نتيجة الانتباه الدولي الذي يحظى به لبنان حالياً.”

وأشار إلى تعاطف الإعلام الغربي مع لبنان، قائلاً: “للمرة الأولى، نشهد تغطية إعلامية تسلط الضوء على الضحايا الواقعين تحت سيطرة حزب الله، سواء من الشباب المجندين أو من الذين تعرضوا للعنف، خصوصاً عبر شبكة Free Press الأميركية.”


كما تحدث بدر عن أهمية استغلال اللحظة الراهنة، مؤكداً: “التغيير الحقيقي يجب أن ينبع من الداخل، من ألم الشعب اللبناني ومعاناته.”

وأشار إلى المخاوف الدولية من غياب بديل لبناني قوي، وأضاف: “نحن أكثر الناس إيماناً بالدولة والقوى الأمنية وسلطة الجيش والسلاح الشرعي، ونطمح لإعادة بيروت إلى مكانتها كعاصمة للشرق.”

واختتم كلمته بالقول: “إذا استطعنا تقديم رؤية تدعو إلى التغيير، فسنخطو خطوة هامة نحو بناء مستقبل أفضل بأيدينا.”

وفي مداخلات الحضور، تطرق البعض إلى الفيديوهات التي اعتبروها حملة توعوية، خاصة للبيئة الشيعية، فيما رأى آخرون أنها تحمل رؤى وأفكاراً للمرحلة القادمة.

قال الناشط السياسي يوسف مرتضى معبراً عن رفضه لهذه الفيديوهات، مشيراً إلى قصة رجل كان ضمن كشافة المهدي، إذ يرى أن الأيديولوجيا التي ينتهجها حزب الله هي أيديولوجيا فارسية وليست شيعية. واعتبر أن الحزب استطاع عبر هذه الطقوس جذب الشيعة إليه.

من جانبه، شدد الدكتور أحمد الأيوبي على ضرورة توعية اللبنانيين بضرورة التوجه نحو حل شامل يوحد الجميع تحت راية الدولة.

وفي مداخلة أخرى، أكد الدكتور علي خليفة أهمية تكثيف جهود الناشطين السياسيين للتفكير العميق في هذه القضايا، معتبراً أن هناك فرصة للتغيير من خلال فكرة لبنانية أصيلة تجمع اللبنانيين تحت راية خدمة لبنان فقط.

أشارت الناشطة السياسية رولا ثلج إلى أن حزب الله لا يعكس طموحات اللبنانيين، مشيدة بالدور الذي تلعبه سلسلة الفيديوهات الأميركية التابعة لشبكة Free Press في تسليط الضوء على قضايا مهمة، ودعت إلى مواجهة الحزب بجرأة.

بدوره، دعا الشيخ عباس الجوهري جميع الأطراف إلى التعامل بجدية مع الوضع الشيعي والعمل على استشراف المستقبل بعد الحرب، قائلاً: “على اللبنانيين احتضان الشيعة ومحاورتهم لنقلهم من الانغلاق إلى الأفكار النيرة.”

كما كان للناشط محمود شعيب مداخلة تحدث فيها عن تجربة بناته الثلاث اللاتي اضطررن للهجرة لتجنب المعاناة في لبنان، وذكر صعوبة مواجهة ملفات الفساد في ظل سيطرة حزب الله على القضاء والبلديات.

أخيراً، أشار الدكتور هادي مراد إلى المشهد الانتخابي الذي وصفه بـ”السريالي”، وذكر كيف كان الوضع في بعلبك الهرمل تحت الضغط المسلح، لافتاً إلى دعم ابن عمه العامل في حزب الله للمواقف المعارضة، بعدما أدرك الحقيقة وراء سيطرة الحزب.