بعد أن أثبت "داعش" كمصطلح، فعاليتهُ وملائمته لذروة الغلُوّ والتّطرُف والظّلامية، وذلك على ضفتي الإسلام، السّني والشيعي. وقد امتدت فعالية المصطلح إلى المجتمع بشتى توجهاته وانقساماته، فقد يصح أن نقول عن علمانيٍّ متعصّبٍ، بأنّه داعشي، وكذلك الأمر يصحُّ على رجال الدين المتعصّبين، ورجال العلم الوضعي المتعصّبين أيضاً، إلا أنّ أخطر ما أفرزه هذا الفكر الظلامي المستند على التاريخ النبوي، هو الإرهاب وفضائعه في أرجاء المعمورة. فيضطرُّ بلدٌ كتونس مثلا، لإقفال أكثر من ثمانين مسجداً، ويُراقبُ أئمة المساجد، وتُراقبُ خطبُهم وتحركاتِهم في طول العالم الإسلامي وعرضه، وكذلك في أوروبا، فقد بدأت تتعالى صرخاتُ التنديد بالقيم الدينية والمناهج الإسلامية، ومنظومات التعليم المتخلِّفة، والتي تعود للقرون الوسطى. ولا يتنبّه أحدٌ إلى ما ستُحدثُه عملية تشظّي الظاهرة الدينية، وتحوُّلها وتردّيها وانحطاطها، تحت الضغط المتزايد للحركات الشعبوية، عند السّنة والشيعة على السواء، فيتحول الدين إلى هذيانٍ جماعي، يحمل في طيّاته الموت والخراب. ولا تنفع في لمّ شعثِه لعقودٍ قادمة، دعواتُ الإعتدال والوسطية. أمّا دعاةُ الديمقراطية والدولة المدنية وحقوق الإنسان، فسيُلاقون الأمرّين على يد هذه الموجة الظلامية، التي لا تستثني مذهباً ولا حزباً ولا دعوة، وستطول للأسف محنة هذه الأمة، فصراعاتُ الدول وتضاربُ المصالح، وتنامي الصراع المذهبي، لا يبقي ولا يذر على ما يبدو، وللأسف من قبلُ ومن بعد.