من له عينان فليبصر، ومن له أُذًنان فليسمع. مَن هم الوحوش البشرية، ومن هم المجرمون، ومن هم التماسيح، ومن هم الوحوش الذين يمشون على قائمتين فقط، ومن ومن هم الأشد خطراً على الحياة والإنسانية؟ إلى متى سيتجاهل معظم العالم البشري صرخة الفلسطينيين ومطالبتهم الوحيدة بالعيش في أرضهم وبحريتهم واستقلالهم؟ ومتى سيكشف المجتمع الدولي عن تجاهل الواقع الساطع الوضوح، وهو أن هدف الحكومة الإسرائيلية البربرية الوحشية ليس تأمين الأمن والسلام، بل الاستمرار في الاحتلال والقتل وقمع وتشريد الشعب الفلسطيني؟ من فمك ندينك أيها الوحش البشري؟ هذا رئيس الوزراء السابق ايهود باراك في: 28/ آب/ 2000م ـ جيروزاليم بوست ـ يقول : (إنَّ الفلسطينيين مثل التماسيح بقدر ما تطعمهم اللحوم، بقدر ما تزداد شهيتهم).
وهذا موشي كاتساف الرئيس الإسرائيلي في: 10/ أيار/ 2001/ في نفس الصحيفة يقول: (ثمة هوة عميقة تفصل بيننا وبين أعدائنا وليست المسألة مجرد اختلاف في الكفاءات بل هي في الذهنية والثقافة والوعي، إنهم جيراننا ولكن يبدو أنه على بُعد مئات الأمتار عنا، هناك شعب لا ينتمي إلى محيطنا أو إلى عالمنا، إنهم في الواقع ينتمون إلى مجرة مختلفة). وهذا هو مناحيم بيغن في خطاب أمام الكنيست، يقول: (إنَّ الفلسطينيين هم وحوش يعيشون على قائمتين فقط). وهذا آرييل شارون لشيمون بيريز نقلاً عن راديو (كول اسرائيل) في: 3/ تشرين الأول/ 2001م/ يقول: (نعلن على الملأ بأنه ليس للعرب الحق بالإقامة على شبر واحد (سنتيمتر) من إسرائيل، القوة هي الأسلوب الوحيد الذي يفهمونه، وعلينا استخدام القوة المطلقة حتى يأتي الفلسطينيون إلينا زاحفين على الأربعة). وأما دايفيد بن غورون ـ أيار 1948م ـ لرئيس الأركان: (علينا أن نبادر إلى الهجوم ويجب أن نضع نصب أعيننا هدفاً محدداً يقضي بسحق لبنان وسوريا وغور الأردن. النقطة الأضعف هي لبنان لأن النظام الإسلامي فيه مصطنع ويسهل علينا تفكيكه.
ينبغي أن نقيم دولة مسيحية هناك ثم نستولي على غور الأردن وبعدها سوف تستسلم سوريا فنقصف بعدها بورسعيد ونجتاح سيناء ونصل إلى الإسكندرية. ويجب علينا أن نلجأ إلى استخدام الإرهاب والقتل ومصادرة الأراضي وقطع كل الخدمات الاجتماعية لتفريغ الجليل من السكان العرب. وفي موضع آخر يضيف: يجب علينا أن نقوم بكل شيء لضمان عدم عودتهم ـ اللاجئين الفلسطينيين ـ أبداً). وأما آوري لوبراني، مستشار بن غورون للشؤون العربية عام 1960/ يقول: (علينا أن نقلص عدد السكان العرب لنجعلهم مجموعة من الحطابين والخدَّام).
من هم الوحوش البشرية الذين يجب قتلهم وتوقيفهم لقيامهم بالقتل العمدي المستهدف لما يقارب عشرات الآلاف، بل المئات من الفلسطينيين؟ ومن يجب أن يعاقب لقتله الكثيرين الكثيرين من الشعب الفلسطيني وللمعاقبة الجماعية للشيوخ والنساء والأطفال والمدنيين بالملايين من الفلسطينيين وتشردهم خلال الأعمال الوحشية الإجرامية؟ ومن عليه أن يمثل أمام المحكمة الدولية ببناء المستوطنات غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمغتصبة ظلماً وعدواناً والعصيان والتمرد على قرارات الأمم المتحدة منذ نصف قرن تقريباً؟... إليك يا فلسطين، يا كل الأرض وبسمتها، وعرس الأرض الموعودة، لله دركم وأمركم أيها المظلومون في تلك الأرض المباركة بمآذنها ومساجدها وأجراسها وكنائسها، كيف تستسيغون جهدكم وتعبكم وصبركم وجهادكم لذة بعد تضحية، فكل التحية لجراحاتكم وتضحياتكم. فإنهم يألمون كما تألمون، وما النصر إلا من عند الله..