في المقابله التلفزيونية التي أجراها بالأمس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع الإعلامي ألبير كوستانيان على قناة الlbc، تبجّح بما فيه الكفاية، بأنّه مع تيّاره العوني، خسرنا من شعبيتنا بسبب العلاقات مع حزب الله، وهذا واقع، لأنّنا حقّقنا أموراً كثيرة، وقُمنا بواجبنا، ونحن لن نسمح بعوده الخيارات التدميرية للمسيحيين( يغمز في ذلك من قناة القوات اللبنانية وقائدها سمير جعجع )، لكن هذا لا يعني الذوبان والإستتباع للخيارات الداخلية التي أوصلت إلى تفكّك الدولة، واستطرد مُتسائلاً: إذا كُنّا نحن سنُخوّن( كما تدّعي جريدة الأخبار )، فلا أعرف من يبقى؟! وهكذا يتّضح يوماً بعد يوم، أنّ هذا السياسي المُشوّه والمشبوه في آنٍ واحد، هو من أعظم البلايا التي ابتُليَ بها لبنان منذ قيامه قبل ما يزيد على مائة عام، فهو طائفي بغيض، يُشكّل خطراً داهماً ودائماً على الصيغة اللبنانية التي أرسى دعائمها رجالٌ عِظام، كالرئيسان الراحلين بشارة الخوري ورياض الصلح في أربعينيات القرن الماضي، عندما أقرّا الميثاق الوطني، وكميل شمعون في الازدهار الإقتصادي والعمراني في الخمسينيات، والتجربة الشهابية في بناء الدولة والمؤسسات والإنماء المتوازن، والتي أرسى دعائمها الرئيس الراحل فؤاد شهاب في الستينيات، في حين ينضح الفساد من وجه جبران باسيل.
ويظهر ذلك لِلعيان خلال مساره في الحكم، عند تولّيه وزارات خدمات أساسية، عمل على تدميرها، وهدر طاقاتها، وسلب مواردها، والأدهى من كل ذلك، أنّه يتصور نفسه مؤهلاً للخوض في مسائل مصيرية ومُعقّدة، وهو لا يفقه أولها ولا آخرها، ولعلّ أبرزها معضلة الأقلية والأكثرية في العالم العربي والإسلامي، فيتنطّح شأن عمّه الجنرال ميشال عون، لتقديم رُؤى بائسة حول المشرقية المسيحية، في خِضمّ تلاطم أمواج الإسلام السياسي المُتطرّف والخُمينية الوافدة من إيران.
لعلّه من سخرية القدَر، وسوء طالع اللبنانيين معاً، أنّه بعد تعرية شخصية باسيل السياسية، وتعرية شخصيّته المُزيّفة والمُقامرة بمصير الوطن، خلال فعاليات ثورة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، عاد باسيل من جديد ليلعب دوراً محوريّاً في معمعة رئاسة الجمهورية هذه الأيام الحالكة، وهذا بفضل بؤس وعمى قلوب المعارضين لسياسة حزب الله والثنائية الشيعية، فهؤلاء كما يظهر يوماً بعد يوم، قد أضاعوا بوصلة طريق الخروج من المأزق الرئاسي، ولعلّ اول ما يجب أن يعملوا عليه، هو عزل ونفي هذا السياسي المشبوه،( ويدعى جبران باسيل)، من دائرة حركتهم وتحالفاتهم "وتقاطعاتهم"، ولعلّ الرئيس العتيد الموعود، والذي لا يرضى عنه باسيل، لهو أفضل ألف مرّة ومرّة من رئيسٍ له صِلة أو علاقة أو شُبهة علاقة مع المدعو جبران باسيل، خائن وطنه، وخائن المسيحيين في المقام الأول