بعد خطاب "الإنتصار" الباهر الذي ألقاه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في احتفال العشاء السنوي للتّيار قبل يومين، وبحضور رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، حين رفع عقيرته بمنع انتخاب رئيس جمهورية، أي رئيس جمهورية، لا يوافق هواه، ويرضخ لإرادته، سواء كان سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزف عون، أو حتى وزير المالية السابق جهاد أزعور.
ذلك أنّ باسيل يعلم علم اليقين بأنّ المرشح أزعور، الذي توافقت عليه أطياف المعارضة، لن يصل إلى سدّة الرئاسة الأولى، ذلك أنّ يد فريق الممانعة ما زالت طويلة، وقادرة على تطيير نصاب جلسات انتخاب الرئيس العتيد، ويُعاضدُها في هذه "الطاحونة" الرئاسية اللقاء الديمقراطي بزعامة وليد جنبلاط، الذي
عادت مصادره تتحدث عن ضرورة التوافق حول اسم شخصية جامعة، لا تتحدى الثنائية الشيعية، ومع هذا كله، علينا ألّا يغيب عن بالنا أنّ مناورة باسيل الأخيرة هذه، والتي لم ترصدها أنظار القوات اللبنانية والكتائب، ومن يعضدهم من المستقلين والتغييرين، ما زالت سارية المفعول، فعندما يفشل أزعور في السباق الرئاسي، بسبب فقد النصاب القانوني، أو غير ذلك، وتحترق ورقته، كما سلف واحترقت ورقة سلفه ميشال معوض، ويبقى الشغور الرئاسي مُسلّطاً فوق رؤوس الجميع.
عندها سيقف جبران باسيل مزهُوّاً بفعل دهائه ومُناوراته، و"دنائته" بالطبع، لِيُخاطب الجميع: ها أنا أدّيتُ قسطي للعُلى، ووافقتكم على هواكم بانتخاب جهاد أزعور، وبما أنّ اللعبة شارفت على نهايتها، ولا بُدّ لنا من رئيسٍ للجمهورية، فلم يبقَ في الميدان، من يمكن أن ينال رضا حزب الله، سوى فخامة الرئيس جبران باسيل، ساعة لا ينفع الندم، ونعود إلى ما كُنّا عليه قبل انتخاب الرئيس السابق ميشال عون، وعندها سنسمع ربما من سيصرخ، إذا بقي مجالٌ للصُّراخ: وا فرنجيّاه.