كيف يمكن لبلدٍ كلبنان، مُبتلى بحُكّامه الفاسدين الخَونة، أن ينهض من عثراته، ويُلملم جراح أزماته ومِحنه، سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الإجتماعية والأمنية، ولعلّ أفدحها ازمته السيادية، وذلك في ظلّ السلاحٍ غير الشرعي، الذي تحمله قوى محلّية، مدعومة بالنفود الإيراني، والمدَد الذي لا ينفد، نقول كيف يمكن لبلدٍ واقعٍ تحت هيمنة حزب السلاح والطغيان.
أن ينهض وهذا الحزب يعضدُهُ سياسي ماروني فاسد اسمه جبران باسيل، هذا الذي عاد من منفاه عام ٢٠٠٥، برفقة عمّه الجنرال ميشال عون، والذي سرعان ما تحوّل إلى دُميةٍ بين يدي صهره العزيز، يتلاعب بها كيفما يشاء، فيعقد اتفاق مار مخايل مع حزب الله عام ٢٠٠٦،فيُشرّع السلاح غير الشرعي ويسمح للحزب أن يطغى على كافة المواقع الإدارية والأمنية والقضائية والسياسية في البلد.
بفضل هذا الإتفاق فرض حزب الله صعود الجنرال ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى عام ٢٠١٦، مِمّا أدخل البلد في نفق الإنهيار الشامل والدمار، وتفكُّك المؤسسات الدستورية والأمنية والقضائية، وليخرج اللبنانيون عام ٢٠١٩ إلى الشارع غاضبين ثائرين في وجه طبقة سياسية فاسدة، مثّلها التيار العوني برئاسة جبران باسيل، وأمّن لها الحماية اللازمة سلاح حزب الله غير الشرعي.
هذا و صبّ جمهور انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩ جام غضبه على شخص جبران باسيل، بالإسم والكُنية، حتى انتهت ولاية الرئيس عون، وبات منصب الرئاسة شاغراً منذ حوالي سبعة أشهر، بسبب فساد الطبقة السياسية، ورهاناتها الخاطئة ومُناوراتها البائسة، لنعود اليوم ويا لسُخرية القدر، وبؤس اللبنانيين، وبؤس المسيحيين، الموارنة منهم خاصةً، إذ عاد جبران باسيل ليلعب دور اللاعب الأبرز في انتخاب الرئيس العتيد. تبّاً لهكذا مصير، وسحقاً لهكذا رئاسة جمهورية.