مع بدايات الألفية الثالثة وما رافقها من أحداث عصفت بها رياح التغيير القادمة من جبروت الغرب باتجاه الشرق الأوسط، وما جرى في أغلب الدول العربية، بدءاَ من العراق ومروراً بسوريا وتونس وليبيا وانتهاءاً باليمن، ومعهم القضية "الأم" فلسطين والقدس، فبدأت تتغيَّر الخارطة الاستراتيجية للعالم.
هذه الأحداث والمتغيرات ترافقت ببدء غروب جبروت الغرب وشروق الشرق من جديد، بدءاً من اتفاق الصين "بكين" الذي جمع ـ الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، إلى القمة العربية والتي احتضنت ملوك الدول العربية والإسلامية، بالملوك والأمراء والزعماء والقادة، برعاية الأمير محمد بن سلمان، ومن الحكمة بمكانٍ ما،أثبت التزامه بقضايا الأمة وبخطه العروبي والإسلامي، واهتمامه المباشر بالحوارات سواء على مستوى الأديان أم بين الحضارات والثقافات في مختلف المجالات من أجل إرساء قواعد التلاقي في سبيل تحقيق العيش والاستقراء بأمنٍ وأمانٍ من أجل التقدم نحو الأفضل. تبقى الأسئلة مطروحة من مجنونٍ يتكلَّم ومن عاقلٍ يعي ويفهم. هل فعلاً سينتهي الدور الاستراتيجي الغربي والأمريكي، وخصوصاً مع صعود النجم الاقتصادي الصيني الذي قد يوازي الاقتصاد الغربي الأمريكي، بالإضافة إلى المحور ـ الروسي ـ الإيراني؟؟.وهل سيستوعب هذا الشرق كل المتغيرات والتغييرات القادمة، كي ما تحدد الاستراتيجيات المستقبلية مع اختيار حلفاء قادرين ومناسبين لتحقيقها؟.
لربما ومن يدري؟. وإذا ما شهدنا الدور الذي لعبته أمريكا ـ ترامب ـ في المنطقة وبالخصوص مع المملكة العربية السعودية الذي أخذ الصفقة المالية الكبيرة ومن دون تقديم أي صفقة باتجاه المملكة! وحتى مجيئ ـ بايدن ـ لم يقدم شيئاً اتجاه المملكة السعودية ـ هنا أخذت المملكة العربية بتغيير حساباتها السياسية باتجاه ما تملكه من اقتصاد ضخم بالنفط، وها هي الصين تبتاع النفط من السعودية، ولربما قد تلجأ المملكة لبيعه بالعملة الصينية بدلاً من الدولار الأمريكي، وهذا تحدٍ واضح للإدارة الأمريكية، وقد ينعكس ذلك على السياسة الأمريكية، وما حضور الرئيس الأوكراني في القمة العربية في المملكة السعودية إلا رسالة أمريكية، إلاَّ أنَّ القوة الإقتصادية بين الصين والسعودية قد تحد من تلك الرسالة، وهذا ما يتخوف منه على الأمير محمد بن سلمان لأنَّ السياسة الأمريكية لا صاحب لها ولا صديق إلاَّ المصالح. حمى الله منطقتنا من الغطرسة "الصهيوامريكية" في منطقة أوسطية تعج بها الحروب إلى خيارات السلام والاعتدال والذي ينعكس ويساهم في لبنان من دعم وتشجيع اللبنانيين بكل أطيافهم وأجناسهم على الحوار الدائم والمستمر فيما بينهم للحفاظ على وحدتهم وعلى مكتسبات السلطة الوطنية والدولة الجامعة. (واعتصموا بحبل الله ولا تفرَّقوا..)،(ولا تنازعوا فتفشلوا).