ظهرت مُفارقاتٍ عديدة إلى العلن أثناء محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بدأت في اليوم الأول أمام قاضي التحقيق، عندما سأله كمُتّهم عن إسمه، فأجابه: صدام حسين رئيس دولة العراق، فقال القاضي: أنت رئيس سابق، فقال له صدام: عرّفني عن نفسك، فأجابه: أنا قاضي تحقيق، عُيّْنتُ في العهد السابق، فتبسّم صدام، ذلك أنّ مرسوم تعيين القاضي ما زال ممهوراً بتوقيع رئيس دولة العراق "السابق". في مواجهة أمام المحكمة التي وجّهت تُهم القتل والإعدام التعسفي لصدام ورفاقه، طلب القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن من صدام: انطينا إسمك، (يستبدل العراقيون حرف العين بالنون كما جرت العادة عندهم)، يُجيب صدام: لا ما أنطيك، لأنّك تعرف إسمي، والعراقيون جميعاً يعرفونه، والعالم قاطبةً يعرفه. في مواجهة أخرى، سأل القاضي رؤوف صدام حسين: مُذنبٌ أنت أم بريئ؟ فأجابه صدام: هذه تحتاج لأكثر من كلمة عابرة، هذه تحتاج لشرحٍ يطول، فيقول القاضي لكاتبه: سجّل: بريئ، ومع ذلك نطق القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن حكم الإعدام بحقّ صدام حسين، مُتغافلاً عن ملاحظة البراءة المُدوّنة بأمرٍ منه. ذكّر صدام حسين القاضي رؤوف الذي حكم عليه بالإعدام، بأنّه سبق له أن دخل السجن مرتين.
وفي المرّة الثانية حُكم عليه بالمؤبّد، وأنا عفوتُ عنك بعد ثلاث سنوات فقط من إبرام الحكم عليك. في مواجهة أخرى لصدام حسين مع القاضي محمد العريبي، ذكّره صدام أنّه كان رجل أمن، وأنا من تعهدك حتى صرت قاضياً. ظهر في تسجيلٍ نادرٍ أحد المُعمّمين الشيعة، بعد سنواتٍ من إعدام صدام حسين، ينتقد فيه بشدّة حُكّام العراق الذين أتى بهم الإحتلال الأميركي، فوصفهم بالعصابة، وأردف يقول: وضع صدام حسين يده على ستمائة عقار، وابتنى ثمانين قصراً ومنزلاً، جميعها مُسجّلة في ديوان رئاسة الجمهورية، وأنّ أفراد عصابة النهب والسرقة والسّطو والفساد الحاكمة، وضعوا أيديهم على هذه الأملاك، وغيّروا أسماءها، وسجّلوا معظمها بأسمائهم الشخصية، أو أسماء أبنائهم وعائلاتهم، وعندما استهجن المذيع لهجة المُعمّم الجريئ قائلاً له: أتترحّم على عهد صدام حسين، فأجابه: اسأل العراقيّين، هم الذين يترحمون ويتحسّرون، عندكم فضائية عراقية، أرجو استطلاع المواطنين عن أحوال العراق أيام صدام، وأيام عصابة الإحتلال هذه الأيام.