يرى عددٌ غفيرٌ من المُتابعين لقضايا الأمة العربية، أنّ إعلان جدّة الذي صدر عن القمة العربية التي عُقدت في جدّة يوم التاسع عشر من شهر أيار الجاري، لن يُطبّق منها سوى الشيئ اليسير، ذلك أنّ قضية فلسطين لن تشتدّ عوداً ببضع عباراتٍ مُنمّقة، في ظلّ العربدة الإسرائيلية المتمادية، كما أنّ عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية، لن يقطع دابر النفوذ الإيراني وميليشياته في أرض سوريا، سوريا العروبة والديمقراطية والرخاء والنماء، لا سوريا الأسد ونجله السّفاح، كما أنّ النازحين السوريين المُشتّتين في أصقاع الأرض، لن يعودوا الى ديارهم وأرزاقهم بين ليلةٍ وضُحاها، بفضل بركات إعلان جدة، ولن يشهد اللبنانيون قريباً انتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد، وولادة حكومة جديدة فاعلة، ولن ينعموا بسيادة كاملة في ظلّ وجود السلاح "الإيراني" غير الشرعي، بوجه سلاح الجيش اللبناني الشرعي، أمّا التضامن العربي الموعود فهو مُرشّح للإنفجار، حالما تنضب الهِبات الخليجية السّخية.
لعلّ أفضل ما عبرّ عن هذا الإجتماع العربي الاستثنائي في المملكة العربية السعودية، هي "عِلكة" وزير الخارجية اللبناني، الذي كان سادراً في مضغها، غافلاً عن الكلمات التي كان "يلوكوها" الحاضرون، وخاصةً كلمة الرئيس السوري بشار الأسد، وكأنّي بالوزير "بو حبيب" كان يغمز من قناتهم، بأن لا فائدة من "علك" الكلام، وكما قِيلَ قديماً في شأن "العلكة": لا يُجتنى منها سوى تعب الأضراس وخيبة الحنجرة، فضلاً عن امتعاض المُتابعين