رعت بريطانيا حركة الإخوان المسلمين منذ سنيين وسهلت لها الكثير من الأمور كي تنشط في أوروبا وكي يكون لها سبيلاً للسلطة في العالم العربي والإسلامي وفي كل مرحلة تتكشّف أكثرعلاقة تنظيم الإخوان وقياداته مع التاج البريطاني ولا تخفى الحادثة الشهيرة للملك الحالي عندما كان أميراً والتي طالب فيها من جماعة الإخوان التوسط لردع عنف الإسلاميين في بريطانيا وأوروبا إثر موجات من ردات الفعل على أسباب دينية مسيئة لنبي الإسلام .
في هذه الأثناء تطفو موجات بريطانية دفاعية عن السجين راشد الغنوشي في حملة منظمة هبّت من خلالها أمّة الإخوان من كل حدب وصوب واستغلت فيها كل تأثيراتها في الأوساط غير الإسلامية من قبل بريطانيين وأجانب أدلوا بدلوهم الدفاعي عن الديمقراطي الغنوشي وأثاروا أفكاره المتقدمة حول الحريات والدولة المدنية .
على غرار الغربيين استشاط غضباً علمانيون باعوا عقولهم للإخوان ودافعوا عن الغنوشي الذي هدم آخر حجر في ركن الدولة التونسية بعد ان عاث فيها فساداً وقضى على حلم الربيع التونسي بكابوس إخواني هتك فيه آمال شعب في عيش كريم . باعتبار حزب الدعوة الشيعي فرع غير مباشر من جماعة الإخوان المسلمين ورث منها العلاقة مع بريطانيا وهذا معلن وغير مستور وتكشفه الرعاية البريطانية لقيادات الدعوة واكثرهم من حاملي الجنسية البريطانية وقد قدمت لهم كل الخدمات أثناء هروبهم من صدام حسين وحضنتهم ووفرت لهم الدعم اللازم كي يكونوا بديل نظام البعث .
مازال الكثيرون يسيرون على طريق الإسلام السياسي والإرهابي لأسباب متعددة وهذا مبغى الغرب الذي يرى في الحركات الإسلاموية مصلحة كبرى في تدمير أي دعوة للتقدم نحو دولة المواطنة والتعددية والحريات والخروج من أبق الدولة المستبدة بكل صيغها القومية والإسلاموية بغية إبقاء المسلمين في مقابر التاريخ . لم نشهد دعوات مماثلة تتطالب بحريات شعوب كاملة مسجونة في زنازين أنظمة بوليسية من المحيط الى الخليج ومن طنجة الى جاكرتا في وقت هبّ فيه الإسلاميون واليساريون وغربيون للدفاع عن شيخ حركة النهضة الإخوانية بطريقة بدت فيه جميع وسائط التواصل الإجتماعي والكثير من وسائل الإعلام أدوات لخدمة الإخوانيين وهذا ما جعل العالم الذي ننتمي اليها عالماً محكوماً من قبل إسلاميين سلفيين وإخونجيين وجهاديين وإرهابيين يتمتعون بإمكانيات هائلة جعلتهم التيارات الأقوى في الأمّة والأكثر تأثيراً والأقوى حضوراً من الأنظمة والدول .