ثمّة أسئلة كثيرة تطرح في وسائل التواصل الإجتماعي وفي المجالس والشوارع حول قعود الشعب اللبناني وعدم وقوفه من جديد بوجه الطغمة الحاكمة والعودة مجدداً إلى ساحات الحرية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتلهيه بقشور الأمور من خلال التعليق الساذج وامتهان الثرثرة الفارغة وتوصيف الحال المزري وتصوير حالات البؤس الإجتماعي والغنى السياسي السلطوي والحزبي المترف والفاحش .
هناك من يقارن دائماً أسباب نزول الشارع بأوامر السفارات متكئًا في ذلك على قعود اليوم وسكون الشارع وسكوت الشعب في مرحلة هي أسوأ بكثير من مرحلة الثورة التي فرضتها زيادة ما على كرت التشريج .
وهناك من يرى أن الشارع استفرغ قدراته وامكانياته وجاءت نتائج الإنتخابات النيابية مخيبة لآمال الثورة نتيجة تمسك الطوائفيين بطوائفهم وبممثليهم السيئين الفاسدين وصعود أسماء على دماء الثورة هي أكثر سوءًا من أعداء الثورة .
في حين أن تكاسل اللبنانيين الأحرار سببه متعدد الوجوه من رفض الخارج لأي تحرك ضدّ السلطة التي يوفر لها مستلزمات الحماية كونها حارسة للنظام الطائفي الذي لا يبتغي الخارج عربياً وغربياً تغيره لأنه ضمانة لهم في عدم استقراره .
كما أن الأحزاب المتضررة آنذاك من السلطة والتي دفعت بالثورة إلى الأمام هي واقفة الآن على رأس الإستحقاق الرئاسي لمعرفة غلبة الرئيس للسيادة أم للمقاومة لذا هي لاغية لأي نشاط أو دعوة للشارع كي لا يساعد ذلك المعطلين للإستحقاق .
يبدو أن بقايا التغيريين الحقيقيين قد لزموا بيوتهم بعد أن وجدوا في مشهد الشارع ما أضر بنواياهم وبتضحياتهم فهم أمام هروات الثنائي الشيعي ومكاسب المستفيدين في ظل سلطة مطبقة على فم أي دعوة جدية للقيام ضدّ طواغيت السياسة والمال وهذا ما جعل من الخُلص الأوفياء لمبادىء التغيير والنهوض ضدّ الفسادين السياسي والمالي في أسوأ أحوالهم وظروفهم وهم ينتظرون صحوة ما باتت مستبعدة بعد أن إجتمع العرب والعجم على تقسيم نفوذهم بين الدول التي يسيطرون عليها ومن بينها لبنان .