بدت رؤية الهلال هذة السنة صينية بحيث شهد المسلمون شهر الصوم من الشرق الصيني وهذا ما وحد أمّة مخنلفة حتى في الرؤية وكان من الصعب توحيدها على منسك أوعبادة طالما أن العرب والعجم في حروب غير منتهية .
من ثمرة الإتفاق الإيراني السعودي الرؤية المشتركة لخيط القمر بعد أن تنازعوا النجوم والبشر والحجر وكانت أي دعوة لرأب الصدع بين المصدوعين تواجه بالخسة والعمالة والشطب من دفتر الطائفة والمذهب .
هذا المناخ المستجد دفع إلى بسط سياسات مستقرة في العلاقات المأزومة ما بين إيران والدول الخليجية وما بين النظام السوري والدول المذكورة وفتح شهيات كانت مفطومة عن حليب الأخوة ومشبعة بعداء كامل الدسم .
حتى أحزاب تكفير دعاة الوحدة بين المسلمين إنقلبوا على مواقفهم العصماء وباتوا يدينون أنفسهم بإدانة غيرهم من خلال إتهام معترضين غير متوفرين على الإتفاق وملحقاته في حدة إعلامية وسياسية تكشف عُهر الإسلام السياسي الذي يتلون كالحرباء ويتهم الآخرين بتلونهم .
إن لحس اللسان الإسلاموي للمبرد المذهبي وإعتبار الدماء التي سالت تحت تحريضاته مجرد مياه آسنة وهو بذلك يؤكد رخص الإنسان في الحساب الفقهي الذي يفتي دون إدراك منه للقيمة الإنسانية لأنه يعالج المشاكل والحلول وفق مقتضيات المنفعة والمصلحة المرتبطة بالسلطة والسلطان .
هذا الغناء بعد بكاء على أطلال يدين الغنائين والبكائين معاً لأن التدهور والتهور سياسة غقيمة تدفع الى البلاء والخراب والدمار وتعيق تطور المجتمعات وهذا ما يفرض محاسبة المسببين للكوارث والحروب في ظل شعوب قادرة على القيام بفعل المحاسبة ولكن أمة مشطوبة من حقوقها و متخلية قسراً أو طوعاً عن دورها في الرقابة والمحاسبة سوف تبقى أمّة مشلولة لا حول لها ولا قوة وستبقى مربوطة ومكبلة كالبهيمة المعدة للذبح .
إن في سيطرة الأيديولوجية الحزبية على الدين أسّس لغياب العقل واستفزاز العصبية وهذا ما جعل المسلمين خيارى وطوع إمرة امير هنا وأمير هناك وهذا ما أضاع الوحدة التي نشأت مرة وانتهت مع موت النبي وتمزقت فرقاً وشيعاً وأحزاباً بحيث انتهى الدين كمشروع وحدوي لصالح فرق تقسيمية داخل كل بنية وجسم .
من هنا لا نلاحظ سوى الطاعة وحدها القاسم المشترك بين الفرق والملل والنحل والطاعة تجعل المنتمين لها من أهل الكهف فلا نعجب مما نرى ونسمع من عجب وعجيب وعُجاب من المحيط إلى الخليج .