أوجه الشبه كثيرة بين هذه الشخصيات الروسية – الأوكرانية فستالين وبوتين شخصيتان روسيتان يتقنان فنّ الإجرام والقتل الفردي والجماعي وعندهما نزعة السلطة والقتل من أجلها وفي سبيلها وتتملكهما عقدة شخصية هستيرية تجاه الغير حتى أنّهما متشابهان في علاقتهما العائلية لناحية الغموض والإرتياب الذي يلف جدران بيتهما الزوجيّ ومافيها من أسرار وآثام وجرائم .
كما أن تروتسكي وزيلنسكي يتشابهان في الإنتماء إلى أوكرانيا وفي الخصومة المباشرة الأوّل لستالين والثاني لبوتين كما أن يهوديتهما مشتركة وإن كان الأوّل من دعاة الأممية العالمية والثاني من دعاة الوطنية الأوكرانية كما أنهما هدفان مباشران للقتل فقد تمكّن ستالين من قتل تروتسكي بعد عدّة محاولات فاشلة في حين بوتين لم يتمكّن حتى الآن من إغتيال زيلنسكي خاصة وأنّ المشكلة بالنسبة لستالين وبوتين هي شخصية أكثر مما هي سياسية لأنّ تروتسكي خرج خائفاً على حياته من روسيا بعد أن خلعه ستالين عن كرسي السلطة باعتباره المرشح الأوّل لوراثة زعامة لينين وهرب من بلد إلى بلد خوفاً من عصابات القتل التابعة لستالين .
كما أن زيلنسكي يقف الموقف المطلوب من كل رئيس تحتل بلده تحت ذرائع عجيبة وهذا ما جعل بوتين مأزوماً ومنفياً دولياً ومعزولاً وهو يجدّ السير على طريق ستالين في هوايتي الحروب وما فيها من قتل وسلب أرواح الخصوم من الأقرين إلى الأبعدين .
لقد تمكّن ستالين بعصا الرعب وسكين الذبح الجماعي من السيطرة على الإتحاد السوفياتي ومن خنق منافسيه ومعارضيه تماماً كما صار على نهجه بوتين حيث ألقى الرعب في قلوب الروس من خلال المافيات التي تتحكم بروسيا في ظل فضاء مغلق على تعسف سياسي وأمني وإرهاب شعبي أعاد روسيا إلى سيرة البلاشفة .
مازال المريضون بالصداغ العقلي هم الممسكون بالسلطة في روسيا لهذا يفقدهم الهذيان منطق العقل ويتصرفون وفق غريزة القوّة القائمة على العنف وإستدراج عروض الحروب والولع بنيرانها وهذا ما يجذب أصحاب هذه الطبائع لذا إجتمعت حول ستالين عصبة الإستبداد في العالم وخاصة في العالم العربي والإسلامي تماماً كما تقف إلى جانب بوتين بقايا الدول المستبدة .
لم يستطع تروتسكي رغم عظمة الرجل في النضال الروسي وفي الثورة والدولة ومن ثمّ في أفكاره الثورية التي شرّعت لخلافات مصيرية مع رفاقه في النضال من مواجهة مهووس قتل كستالين فهل يستطع زيلنسكي النجاة من مهووس آخر شبيه بستالين هو بوتين ؟ سؤال ليس متروكاً للآتي من الأيام لأن الإجابة واضحة في الحسابات الروسية البوتينية الخائفة من الخطوط الحمر ويبدو أن قتل زيلنسكي في هذه المرحلة خط أحمر أميركي يوجب على بوتين التوقف عنده .