يمكننا القول بأن ما جاء في كلمة نصر الله بأن وفدا اجنبيا معنيا باستحقاق الرئاسة في لبنان كان فاتح الايرانيين بالموضوع وكان جواب الايرانيين بأن راجعوا السيد نصر الله ، فانا وان كنت لا أشك بهذه الواقع إلا أنني أفهمها من زاوية مختلفة تماما عن الزاوية التي أراد السيد أن يفهم الرأي العام اللبناني منها، أنا أفهم أن الاجابة بضرورة الرجوع الى الحزب، تعني بأن ايران موافقة تماما على مقاربة الحزب لهذا الاستحقاق وأن الدور التعطيلي الذي يلعبه الحزب ومحاولة فرض اسم الرئيس او على الاقل الذهاب الى تسوية وفق الشروط التي يضعها الحزب هي تماما ما تريده ايران بهذه المرحلة، وهي غير مستعدة بتاتا الآن بإصدار فتوى ملزمة لقيادة الحزب بتسيير العملية الانتخابية كما تقتضيها آلية النظام اللبناني، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية مراعاة للمصلحة اللبنانية ومصلحة الشعب اللبناني المكلوم
 
أضحى الحديث عن عدم التدخل الايراني، في السياسة اللبنانية وبالاخص عند الاستحقاقات الكبرى كإنتخاب رئيس الجمهورية بمثابة النكتة السمجة والممجوجة، بالاخص أن المسؤوليين الايرانيين أنفسهم لا يخجلون في الاعلان عن الأمر بشكل فاضح ووقح وبلا خجل، وآخر هذه التصاريح كان منذ أيام في مدينة ساري الايرانية حيث صرح قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني الذي خلف قاسم سليماني بأن "حزب الله في لبنان المدعوم من ايران سيتكفل هو بالقضاء على اسرائيل وطرد اميركا من المنطقة انتقاما للشهيد الكبير ولكل الشهداء". المفارقة أن هذا التصريح جاء بنفس المناسبة التي احياها الحزب في لبنان، ( السنوية الثالثة لاغتيال سليماني ) وأصر فيها نصر الله بكلمته المتلفزة على نفي أي تدخل ايراني في لبنان !!! صراحة أنا لا أفهم هذا الاصرار الدائم من قيادة الحزب على القول بأن ايران لا تتدخل في لبنان، ولا أدري كيف يمكن أن يعتقد الحزب بأن أحدا ما في هذا العالم يمكن أن يصدق هذا الادعاء، بنفس الوقت الذي يصرح فيه الحزب باستمرار، انه تابع للولي الفقيه وان القائد الفعلي لمحور الممانعة الذي هو جزء منه انما هو المرشد علي الخامنئي وأن الحزب إنما يتصرف في جميع اموره بحسب اهواء ( ليس اوامر ) المرشد كما جاء في إحدى مقابلات السيد نصر الله نفسه ! . ومن هنا فيمكننا القول بأن ما جاء في كلمة نصر الله بأن وفدا أجنبيا معنيا باستحقاق الرئاسة في لبنان كان فاتح الايرانيين بالموضوع وكان جواب الايرانيين بأن راجعوا السيد نصر الله ، فانا وان كنت لا أشك بهذه الواقع إلا أنني افهمها من زاوية مختلفة تماما عن الزاوية التي أراد السيد أن يفهم الرأي العام اللبناني منها، أنا أفهم أن الاجابة بضرورة الرجوع الى الحزب، تعني بأن ايران موافقة تماما على مقاربة الحزب لهذا الاستحقاق وأن الدور التعطيلي الذي يلعبه الحزب ومحاولة فرض اسم الرئيس او على الاقل الذهاب الى تسوية وفق الشروط التي يضعها الحزب هي تماما ما تريده ايران بهذه المرحلة، وهي غير مستعدة بتاتا الآن بإصدار فتوى ملزمة لقيادة الحزب بتسيير العملية الانتخابية كما تقتضيها آلية النظام اللبناني، وبالتالي انتخاب رئيس للجمهورية مراعاة للمصلحة اللبنانية ومصلحة الشعب اللبناني المكلوم. وعليه فيمكن القول بكل اريحية هنا بأن التدخل الايراني الحقيقي في الاستحقاق الرئاسي انما يكمن بالتحديد بعدم التدخل وبترك الامور على ما هي عليه وبالاستمرار بالفراغ الرئاسي، إلى أن تقتضي المصلحة الايرانية أمرا كان مفعولا ، تماما كما كان يفعل الرئيس السابق ميشال عون حين كان يطرح عليه اي حلول لمعضلة تصيب المؤسسات او الشأن الحياتي للبنانيين فما يكون منه الا القول " راجعوا جبران باسيل " .... فكان هذا الجواب يصنف حينها بأنه أبشع أنواع التدخل .