مشكلتنا مع اداء حزب الله، لا تقف عند حدود أدائه السياسي بل تتعداه لما هو اعمق وصولا إلى الاختلاف على منظومة القيم والادبيات، مرورا بالفهم الايديولوجي بالاخص عندما يحاول على الدوام إلباس أخطائه وكوارثه معايير دينية وأخلاقية من خلال اسقاطات ما انزل الله بها من سلطان فتجدنا حينها مضطرين لإبداء رأينا من زاوية مختلفة نعتقد أن ضرورة الدفاع عن القيم والفضيلة والسلوك الديني هو المحفز الاول وقبل حتى تداعيات الكوارث السياسية والحياتية التي أصابتنا وتصيبنا جراء هذا الاداء.
يعمد حزب الله في كل مرة الى التلطي خلف قيم انسانية ودينية سامية من اجل تبرير سلوك وأفعال لا تمت الى الانسانية ولا الدين بأية صلة، فتحت يافطة " الوفاء " مثلا ذهب الى سوريا وقاتل الشعب السوري ودافع عن نظام سفاح مجرم مستبد ديكتاتوري قاتل الاطفال ومنتهك كل معاني الانسانية !!، وتحت عنوان "الصدق بالوعد" ورط لبنان واللبنانيين بعهد رئيس هو يعلم انه لن يوصلنا الا الى جهنم !!
ومن اجل تبرير حماية الفساد والفاسدين من حلفائه واصدقائه بعد قيام الناس في 17 تشرين لجأ الى عملية اسقاط غريبة عجيبة فاستحضر لحظة هجوم الثوار على الخليفة الثالث وما يحكى عن دفاع علي بن ابي طالب عنه رغم فساده !!! متناسيا هنا ان حماية الخليفة من " القتل " لا تعني البتة سكوت علي عن فساده ولا دعمه واعطائه الشرعية التي لطالما حرص علي على تبيانها والاصرار عليها في كل مواقفه.
بالامس ايضا، استشهد امين عام الحزب وفي معرض حديثه عن الخلاف مع التيار الوطني الحر ورئيسه بالوراثة، وتأكيده على حرص الحزب على عدم التفريط بهذا "التفاهم المبارك" وان الحزب لا ينزع يده من يد حليف الا اذا بادر الحليف بنزعها اولا.
الى هنا لا اشكال عندنا على الموضوع ولكن ان يسقط على هذا الامر لباس ديني والادعاء انه بذلك يتشبه برسول الله وسنته !! هنا تكمن المغالطة الكبرى . فمن قال ان رسول الله يمكن ان يصافح لصا وفاسدا ؟؟ ومن قال ان رسول الله يمكن ان يصافح مستحلّا للمال العام ؟! ومن قال ان رسول الله يمكن ان يصافح فاشلا يدير مرفقا عاما بأهوائه ووفق مصالحه الشخصية ؟؟
رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى، ولا يتحرك الا وفق الاوامر الالهية هو مأمور اولا واخيرا وقبل اي مراعاة لمصالحه الضيقة بأن يقطع يد السارق لا ان يصافحها، وان يُنحّي جانبا يد الفاشل لا ان يصافحها.
فاذا ما كان قال يوما شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب بان " المصافحة اعتراف " حين رفض مصافحة المحتل، فأن الشيخ راغب لو كان حاضرا اليوم وجمعته الصدفة بأمثال جبران باسيل لكان حتما رفض مصافحته لانه يؤمن عن حق بأن خطر الفاسد هو اعظم من خطر المحتل ولاصرّ على مقولته مرة جديدة بأن "المصافحة اعتراف " ان لم يقل اكثر من اعتراف .