من تحت ما تبقى من انقاض لبنان المتهالك وقبل الانهيار الكبير المحتم والمنتظر، خرج أمين عام حزب الله ليخبر من يعنيهم الامر عن شرطه المبرم للسماح بملىء الشغور الرئاسي وهو " حماية ضهر المقاومة ".
أمام هذا الشرط العجيب الغريب، يجعلنا أمام تساؤلات كبرى قد تفتح الاجابات عليها أسرارا ومكامن تتهافت أمامها كل سردية الحزب وترويجاته حول ما يسمى بالمقاومة.
أولا اليست وظيفة المقاومة ودورها ومبرر وجودها هو "حماية لبنان"، فالمقاومات بكل مكان في هذا العالم وعبر التاريخ هي التي تأخذ على عاتقها محاربة المحتل وطرده وحماية الاوطان من شروره لا العكس، فالمقاومة التي تمنع وصول رئيس للجمهورية وبالتالي اخذ الوطن ومؤسساته رهينة وتتسبب بذلك بإضعافه حتى لا نقول بقتله من أجل حماية نفسها فهذه المجموعة قد يطلق عليها أي مسمى سوى تسمية "مقاومة ".
ثانيا لو أن حزب الله وسلاحه هو حزب لبناني وسلاحه سلاح لبناني يحظى بموافقة وطنية ويلعب دورا وطنيا يعكس ارادة اللبنانيين ويشعر معها المواطن بالحماية التي توفرها له هذه القوة المسلحة، فحينئذ سوف يكون حماية هذا الدور هو مطلب كل المواطنين وليس مطلب حزبي حصرا، وبالتالي فإن أي طعن لهذه المجموعة من أي جهة سيكون محل استنكار عام ومن يقدم عليه يلامس الخيانة العظمى وهذا الامر غير موجود وبالتالي فإن فرضه كشرط وممر الزامي يندرج تحت مسمى الهيمنة والفرض وهذا من شأن الاحتلالات لا المقاومات.
ثالثا حزب الله يفترض ضمنيا أن حماية سلاحه إنما يكون من خلال حماية كل حلفائه الذين يشكلون له مروحة الامان السياسي، وبنظرة سريعة نكتشف أن جل هؤلاء الحلفاء هم السبب الرئيسي في الوصول الى الجحيم الذي نعيشه ويعيشه الوطن، وبالتالي فالمعادلة المستحيلة التي يفترضها الحزب تقول بأن وظيفة الرئيس القادم هي المحافظة على الوضع الكارثي الذي نحن فيه وبالتالي السير أسرع نحو الهاوية وفناء الوطن واندثاره والقضاء عليه وكل هذا تحت يافطة "حمايته" .
رابعا الحديث عن "ضهر المقاومة" يفترض أن وجه هذه المقاومة المفترضة وصدرها هو باتجاه اسرائيل مما يجعل "ضهرها" باتجاه الداخل، وهذه الوضعية كنا قد نفهمها قبل الترسيم مع اسرائيل ومباركة الحزب واعترافه بالحدود مع دولة اسرائيل وما يترتب على هذا الترسيم من واقع يفرض تعطيل اي سخونة فضلا عن أي مواجهة على طول الجبهة وبالتالي أي تعطل أي دور لما يسمى بالمقاومة وهذا يفترض أن تموضع "المقاومة" صار معكوسا بعد الترسيم وان ما نراه نحن واهل رميش وأهل العاقبية وأهل حلب ودمشق هو صدر المقاومة لا ضهرها مما يعني ان مصطلح "ضهر المقاومة" يجب تعديله الى حماية "صدر المقاومة" !