أهالي الضنية يستنجدون بوزير الصحة لإنقاذ أمنهم الصحي
أهالي الضنية يستنجدون بوزير الصحة لإنقاذ أمنهم...لبنان الجديد
NewLebanon
تكمن أهمية مستشفى سير الضنية الحكومي بأنّه المستشفى الوحيد الذي يقدِّم الخدمة الطبية لمنطقة الضنية. وضع له حجر الأساس في تسعينيات القرن الماضي وزير الصحة آنذاك مروان حمادة، وتم افتتاحه رسميًا في ٢٧ تشرين الأول ٢٠٠٢ برعاية وزير الصحة سليمان فرنجية وجرى بناؤه بهبة من صندوق التنمية الكويتي.
في ذلك الوقت كانت المنطقة قد دخلت في تباعد سياسي بين “قطبي” المنطقة أحمد فتفت وجهاد الصمد وكان تعيين مدير المستشفى ومجلس الإدارة يميل غالبًا لصالح تيار المستقبل.
آخر مدير ورئيس مجلس إدارة كان الدكتور عمر فتفت صهر وابن عم أحمد فتفت، وعند بلوغه السنّ القانونية كمدير للمستشفى تم تعيين الدكتور بشار جمال (شقيق زوجة) جهاد الصمد مديرًا للمستشفى، بينما استمر عمر فتفت برئاسة مجلس الادارة، وهكذا أصبح حال المستشفى كعربة يجرها حصانان ولكن باتجاهين مختلفين مما أدى إلى تراجع خدمات المستشفى.
تراكمت الخلافات بين فريقي الادارة إلى درجة كبيرة، سيّما عندما اتخذ مجلس الإدارة قرارًا بفصل الموظف المحاسب طارق الهوز. غير أنّ المدير اعتبر هذه العقوبة ظالمة جدًا بحق هذا الموظف ولم ينفذ القرار واستمر الهوز يمارس عمله الوظيفي بشكل غير قانوني ومتحديًا قرار مجلس الإدارة.
جرت محاولة جدّية لفضّ هذا الخلاف بدعوة من الدكتور خالد جمال في منزله وبرعايته وبحضور الدكتور أحمد فتفت وزياد جمال، وجرى الاتفاق على التّفاهم بين الفريقين على أن يقوم المدير بتبليغ الموظف الهوز قرار مجلس الإدارة بالاستغناء عن خدماته. غير أنّ الدكتور بشار لم يلتزم بهذا الاتفاق ولم ينفذ المطلوب منه. تصاعدت وتيرة الخلاف بين الطرفين مما أدى إلى غياب الخدمات الطبية وانهيار الوضع مما يؤشر الى خروج المستشفى من الخدمة الفعلية المطلوبة، وبالتالي اعتباره لزوم ما لا يلزم وإغلاقه نتيجة لخلافٍ تافه وعدم تعاون وتحديات ونكايات بين طرفي الإدارة، وقد لا تكون القضية قضية الرمانة ولكن يبدو أنها تتعلق بقلوب ملآنة .
إسهامات المجتمع الضناوي وتنازع السياسيين والإداريين
من المفارقات الغريبة والجديرة بالاهتمام في هذا الملف أنّ أهالي الضنية يرفدون مستشفى سير الحكومي بالدعم والتبرعات، بينما إدارته منشغلة بالصراعات التافهة على خلفيات سياسية مصلحية تضرب في النهاية مصلحة أبناء الضنية.
من هذه التبرعات ما قدّمه بعض أبناء المنطقة الخيرين من تأمين كلفة إجراء عمليات المناظير للمرضى، لكن كانت المحسوبيات هي اللاعب الأكبر حتى في هذا الأمر وراح بعض الأطباء يسعى لسحب البساط نحوه ليزيادة الفائدة المالية، كما ساهم أهالي الضنية في تجهيز غرفة العمليات لجراحة المنظار، والتبرع بحفر بئر ماء لصالح المستشفى وبالأسرة الكهربائية، كما توثّق اللوحات المعلقة في صدر المستشفى.
كما جرى خلال اشتداد جائحة كورونا إنشاء مستشفى ميداني في الباحة الخارجية للمرآب في المستشفى من قبل الجيش اللبناني وبتمويل من دولة قطر
لكنه لم يتم إنهاء تجهيزه ولم يدخل في الخدمة حتى الآن.
يعتبر مستشفى سير الحكومي ملاذاً للعائلات في الضنية وحتى في طرابلس والجوار، نظراً لتجهيزاته الجيدة ولكفاءات الأطباء العاملين فيه، لكنّ هذا الصراع السياسي المزمن بين النائب السابق الدكتور أحمد فتفت والنائب جهاد الصمد يدمِّر كلّ الإنجازات ويهدّد بضياع كلّ المكتسبات التي تحقّقت على المستوى الصحي والتكافلي في الضنية.
لذلك، يستصرخ أهالي الضنية وزير الصحة فراس الأبيض بضرورة التدخل الفوري إنهاء حالة الصراع والشلل التي تسود مستشفى سير الحكومي وإعادة الأمور إلى نصابها ومنع تعريض الأمن الصحي لآلاف المواطنين لمخاطر القتل بالإهمال وعدم الاستجابة ومنع الحقّ للناس في العلاج.
لانا حسين
البديل
|
عدد القراء:
10030
مقالات ذات صلة
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro