تتدافع نشرات الأخبار للذود عن محازبيها ومموليها وكيل التهم لبعضها البعض بسبب أو بدون سبب وفي جديد نشرات الأمس رجمها للعابثين بحياة ناس بسب الأمطار التي أغرقت الشوارع والسيارات وسدت أبواب الناس وأسرتهم في منازلهم وقد كال المسؤول للمسؤول دون أسماء تُذكر في جوقة زجل سياسي معتادة وباتت ممجوجة ولم تعد تلهي أحداً حتى صغار العقول العاكفين على فرجة أخرى وعلى كرة تجري في قطر وتهزّ شباك الفقر في لبنان .
المتسلقون خلسة على ظهر الحكومة يعيرون بعضهم لتقاعسهم في وزاراتهم وهم يتفرجون على المونديال ويتحمسون لفرقهم دون أيّ حماسة للشعب اللبناني هذا الفريق الغارق في مستنقع السلطة التي تبرر نشراتها الإخبارية أسباب الإنهيار المائي والسياسي والإقتصادي بحسب برنامجها اليومي فيحمّل العونيون بعض المسؤولين مسؤولية فساد السلطة وتقاعسها عن القيام بواجباتها ويبدي حزب الله دلوه تجاه مخالفيه فيقرّع مواقفهم وكذلك تفعل حركة أمل وحزب القوّات والكتائب وبقايا التابعين .
لكل حزب نشرته الخاصة والتي تتعالى عن إرتكاب الأخطاء وترمي بشررعيونها إلى النشرة المقابلة لحزب آخر يتجلى هو الآخر عن أيّ مفسدة ويدّعي إستقامة ونزاهة وشهادة حسن سلوك ومن بين النشرات الإخبارية الحزبية نشرات تابعة لها تعزف نفس السمفونية السياسية وتغذي العصبيات الطائفية بقدر كاف كي يكون جاهزاً للسب والشتم والقتل .
حتى حكومة تصريف الأعمال على منوال النشرات الإخبارية فكل وزير يعيب وزيراً آخر لما جرفت السيول من إنجازات معدومة المواصفات ويتعنتر الوزير لكسب فرصة أخرى في وزارة وصل إليها دون علم أو دراية منه إنها لعبة الحظوظ في طاقية ساحر الطائفة ومشكلة وزراء حكومة تصريف الأعمال أنهم من قياسات واحدة ومواصفات واحدة مجرد أزرار في طقم رئيس الحكومة .
إذا كانت مواصفات جبران باسيل الحكومية حفاضات مغشوشة فلا إمكانية للرهان على ما يتباكى عليه التيار العوني بعد أن نام في القصر سنيناً دون أن يستفيق من حلم الرئاسة وإذا كانت السلطة بكل محمولاتها مجرد بضاعة مهملة في السوق الحكومي لإختفاء سياسة العرض والطلب طالما أن القفة الحزبية محشوة ببضاعة كاسدة .
ثمّة عراضة إخبارية تلعب لعبتها السيئة في ملعب الشعب لجعله فرقاً متقابلة وبطرق يصبح فيها التحدي ليس تنافساً بقدر ما هو خوض في غبار حروب غير منتهية لهذا لا تشعل النشرات كبريت الخلافات بين اللبنانيين وتحوّل أي مشهد من مشاهد المأساة إلى فرجة سياسية فاضحة لهذه الجهة أو تلك وفق منظومة التحالفات القائمة بين شركاء في تقاسم المغانم وتوزيع المغارم على المواطنين الغافلين عن أحزابهم .