أعرف أن طموحك بالوصول الى سدة الرئاسة هو حق لك، كما أعرف جيدا بأن في ال 2016 كانت الرئاسة ووصولك الى بعبدا بمتناول يدك وأنك تنازلت عنها وتمنعت وأنت القادر على الوصول وهذا كان خيارك الذي لم يحفظه لك جبران باسيل ولا عمه ولم يحفظوا لك هذا الاحسان ولم يبادلوك بخير منه وهذا كله يعني شيئا واحدا، بأنهم هم من ليسوا اهلا للمعروف ولا هم يتمتعون بشيء من الشهامة ورد المعروف، فكان الخبث واللؤم ديدنهم طيلة فترة عهدهم عليك كما على كل اللبنانيين.
سليمان بك، إن تنازلك عن الرئاسة لميشال عون يومها، إنما كان دلالة على عظيم كعبك ورفيع شأنك وعلو مقامك، حتى ولو أن هذا التنازل جر علينا وعلى البلاد ما أنت أدرى به مني من ويلات ومصائب وجحيم اغرقنا به ذلك العهد المشؤوم ولا نزال نتخبط بتبعاته ولظاه وسنبقى إلى أمد لا يعرفه الا الله ، وأنا على يقين أنه لم يكن هذا ما تبتغيه ولا ما كنت تتمناه تماما كمعظم الذي خُدعوا وساروا في تلك التسوية الرئاسية الملعونة يومها، وأن ما أصابنا وما نحن فيه من كوارث لا يتحملها الا ميشال عون وصهره وتياره حصرا.
ومن هذه الناحية تحديدا اود أن أخاطبك وأناشدك، وأنت العارف والمدرك بأن الجحيم الذي أوصلنا اليه العهد البائد والدرك الذي تعيشه الناس يوميا والويلات والمصائب التي وضعونا فيها، لا يمكن الخروج منها إلا برئيس جديد لا يكون من الفريق السياسي الذي تنتمي أنت إليه، لا بسبب خلل في شخصك أو من تمثل أو مزاياك ، وانما المعادلة السياسية والاقليمية والدولية تقول بأن رئيسا محسوبا على خطكم السياسي يعني استمرار في الهبوط نحو قعر الجحيم بغض النظر عن الاسماء.
وهنا لا بد من الاشارة والتنبيه بأن بعض رسائل التطمين والايحاءات الخارجية بعدم وجود فيتوات على اسمك قد تكون بمثابة الافخاخ من دول لا ترى إلا مصالحها ولا تهتم إلا بالمزيد من الضغوط على البلاد والعباد لتحقيق مآرب سياسية هي أولوية لديها ، فيكون حينئذ وصولك الى بعبدا وأنت المعلوم بانتمائك وتموضعك الواضح، هو الحجة والذريعة لهؤلاء للمزيد من إطالة أمد الجحيم لعل الناس برأيهم تكفر بخطكم ونهجكم ومحوركم.
سليمان بيك، لا أظن للحظة أنك غافل عن هذه الحقيقة لا أنت ولا حزب الله المحرج بتسميتك وتبنيك والوقوف خلفك، وتعلم ونعلم بأن الحزب سيسعى إلى إيصالك لبعبدا فقط للوفاء بوعده المعطى لك ولو أدى ذلك إلى انهيار البلاد والعباد أكثر فأكثر، ولا يستطيع السيد النكث بوعده اليك بعيدا عن النتائج الكارثية التي لا شك أننا نسير نحوها في حال وصولك.
هذا يعني يا سليمان بك ان الكرة عندك وبملعبك،وانت وحدك القادر على تبديل المعادلة واعتاق السيد من وعده وبالتالي اخراج لبنان من المأزق الذي نحن فيه،، وان من تنازل عن الرئاسة لمصلحة شخص ميشال عون فإن الاولى به بأن يتنازل عنها لمصلحة شعبه وناسه وبلده.
وصدقني يا سليمان بك أن دخول التاريخ المشرف لا يكون بالضرورة من خلال الدخول الى قصر بعبدا بل العكس هو الصحيح تماما، وما تجربة ميشال عون عنا ببعيدة والسلام .