أخفق إتفاق مارمخايل بين حزب الله والتيّار العوني في تبني جبران باسيل للوصول سالماً غانماً إلى القصر الجمهوري وهذا ما دفع برئيس التيّار إلى مغادرة طهران والوصول متأخراً إلى باريس بعد أن صُنع على عينها مقدماً من جديد فروض الطاعات لقصر الإليزة متبرئًا من إلتزاماته مع حزب الله وأولية الدفاع عن مقاومته وعن سلاحة ومشيداً بأولوية واحدة وهي الدولة دون شريك لها أو شراكة معها .
بدت خطوته الفرنسية دعسة ناقصة لإستياء الفرنسيين منه وعدم رغبتهم في مقامرة خاسرة في ظل خسارة باسيل المتعددة لبنانياً وعربياً وفي ظل العقوبات الأميركية وفي ظل التجربة العونية السيئة الذكر والصيت والسمعة وباعتباره العدو الأوّل للثورة التي حيّاها عن بُعد وعن قُرب الرئيس الفرنسي .
عاد من فرنسا خائباً كما خيّب الحزب آماله ومال ميلة واحدة نحو سليمان فرنجية تكريساً لزعامة ماتت مع موت الرئيس فرنجية وباتت عملية إحيائه أكثر من إحتمال بنظر المراهنين على إستمرار السلطة على ما هي عليه من توازن قائم قبّانه على كفّة واحدة دون أن يكون هناك كفّة أخرى لقوى مقابلة لقوّة حزب الله ومن معه .
أولم له الرئيس بري بعد أن أوقعه في الحفرة التي حفرها لنفسه جبران وفضح سره وكشف سريرته أمام حليفه حزب الله الذي يضمر له ما يُضمر خصوم جبران التقليديون وهذا ما سيثبّت موقف الحزب من رئاسة سليمان فرنجية دون الإلتفات إلى بدائل مطروحة .
ما يُعيب الحزب تدلّل باسيل عليه وبطريقة غير مسموحة بنظر حرس الأمانة العامة لإسترسال باسيل في غيّه ولرفضه التجاوب مع طلب الأمين العام بتصويت الكتلة العونية لسليمان فرنجية وهنا لم تفلح مع جبران سياسة الحزب المكشوفة في جعل المواففة على رئيس الجمهورية غير ممكنة إذا لم يوافق باسيل بإعتباره الممر الإلزامي لوصول رئيس مُسدّد من الحزب إلى بعبدا .
لا يحتاج باسيل إلى معنويات بعد أن تضخم من قزم إلى مارد سياسي متحكم بالإستحقاقات لذا لم تفعل فعلها إبرة المعونيات المعطاة له من قبل أمين عام حزب الله ولم يفتنه منحه هذا الممر الإلزامي لأي رئيس لقصر بعبدا لذا يتخبط هنا وهناك ويمسح ما لحسه على هذا المبرد أو ذاك كيّ يعطل من وصول أحد إلى رئاسة الجمهورية تحسُباً منه وتحسُسّاً لظروف إيجابية قد تأتي وتنصفه رئيساً تماماً كما هي الظروف التي صنعت منه سياسياً ونائباً ورئيساً بالوكالة ومن خلال المصاهرة .
يرى باسيل أن من نجّحه في الإنتخابات النيابية بعد سقوط مُذل وأن من منحه حكومات متعاقبة وأن من كرّسه معادلاً في الحياة السياسية من خلال إعطائه كتلة نيابية جاءت بأصوات غير مسيحية يستطيع أن يجعل الممر المُعطى له كي يمر منه غيره ممراً لوصوله مُجدداً إلى قصر بعبدا .