الاثنين 7ت2، هو اليوم السابع بعد عهد الرئيس السابق ميشال عون، وفي اليوم الثالث انعقد المجلس النيابي للإستماع الى تلاوة الرسالة الاخيرة التي وجهها عون الى المجلس، من ضمن صلاحياته، طالباً نزع تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وسط مؤشرات عدّة لا توحي بإمكان حدوث تلاقٍ نيابي على إحداث خرق في ازمة الثقة التي تحولت الى فراغ حتى اشعار آخر .
كما وبادر الرئيس نبيه بري إلى الاعتذار عن عدم المضي في الحوار بين الكتل النيابية، معللاً قراره بعدم موافقة كتلَتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على المشاركة فيه، كما يُذكر ان حزب الكتائب اعترض ايضا على دعوة بري للحوار، واعتبر في بيان له ان الاولوية حسب الدستور هي انتخاب رئيس للجمهورية ولا يحق للمجلس النيابي الانشغال بأي أمر آخر فهذا دليل مباشر وصريح على أن لبنان في الطريق إلى فراغ في السلطة طويل يتمثل بشغور رئاسي وبتعذر تشكيل حكومة، إذ لم يعد ممكناً تأليف الوزارة في غياب الشريك الدستوري في إصدار المراسيم
بعيداً عن الصراع على النفوذ، الذي لم يعد خافياً على أحد، إذ هو يفضح ذاته بذاته .
رغم تأييدنا الدعوة إلى الحوار اعتقاداً منا أن الباب مقفل أمام استعادة تكوين السلطة بالمبادرات الداخلية غير الموجودة أصلاً. لم نكن نعتقد أن الحوار كان سيصل إلى كسر الستاتيكو، ولكننا كنا نأمل أن يكون الحوار بمثابة الحصاة التي تُلقى في بركة المياه الراكدة، على أمل أن تنبثق من دوائرها فكرة، مجرد فكرة، قد تحمل لو بادرة إيجابية نحوالخروج من عنق الزجاجة، فيُبنى عليها. ولكن من الاسف، لأن الـتعنت أقوى وأشد صلابة من أن يسجل فيه أي فريق داخلي خرقاً، مهما كان ضئيلاً
أمام هذا الجمود القاتل يبدوأنه لم يعد ثمة بديل عن حراك خارجي قد يكون من شأنه أن يوصل إلى نتيجةٍ ما. بالرغم من اقتناعنا بأن أي حل يأتي من الداخل يبقى أفضل بكثير من ذاك الذي يأتي به الخارج إلينا، ولكن ما العمل أمام جمود الفكر الجمعي اللبناني عندنا ما يصح فيه القول المأثور: فالج لا تعالج .
للاسف نحن في زمن الضحالة، على المستويات كافة، في الزمن اللبناني الرديء. وفي زمن الإثرة من جهة والمصالح الذاتية الآنية المهيمنة على الحالة السياسية اللبنانية والمتحكّمة فيها، هذه الجماعة التي لم يعد يعنيها من لبنان إلّا تحقيق المكاسب، ولو على حساب مصلحة الوطن العليا .
ولكن، هل سيتحرك الخارج، وإذا تحرك هل سيراعي مصلحة لبنان ويأخذها في الاعتبار، في وقتٍ يعمل اللبنانيون، بأيديهم على ضرب آخر ما تبقى من مقوّمات للبنان الذي كان، في الماضي القريب، زينة بلدان المنطقة وجوهرة الإقليم وموضع تقدير واحترام المجموعة الدولية
نشك في ذلك كثيراً، لأن زمن الرجال رجال الدولة قد ولّى إلى غير رجعة .
وفي معرض الحديث عن التدخل الخارجي ،برز موقف سعودي لافت ازاء الوضع في لبنان اعلنه وزير الخارجية فيصل بن فرحان في مؤتمر الجزائر، فقال:أن المملكة تشدد على محورية سيادة الدولة اللبنانية داعياً الى انتخاب رئيس يكون قادرا على توحيد البلاد ، وقال بن فرحان: الصراعات الجيوسياسية تنذر بتقويض العالم على مواجهة التحديات، ويجب توحيد المواقف لتحقيق غايات العمل العربي المشترك ، وأكد أن التدخلات الخارجية والميليشيات تحتم تكاتف جهودنا لمواجهتها، مشيرا الى أننا نرفض نهج التوسع والهيمنة على حساب الآخرين . وفي هذا السياق ايضاً نعود الى البيان الثلاثي الذي صدر في نيويورك وعبر عن موقف الخارج ان كان على المستوى الدولي او الاقليمي والمقصد البيان الامريكي ،الفرنسي ، السعودي والذي عاد واكد عليه وزير الخارجية السعودي على هامش مؤتمر القمة الاخير في الجزائر .