من كان منشدّاً تاريخياً لسيفيّ خالد بن الوليد وصلاح الدين الإيوبي ، ومن كان متعلقاً بفنون إبن زياد وإبن سعد والشمر والحجاج في القتل ، ومن تعبّد لصور المستبدين العرب من صدام إلى الأسدين لمعمر القذافي وغيرهم من الأسماء اللامعة في فنّ الذبح على الطريقة الشرعية أو القومية أو الستالينية من المحيط إلى الخليج لا بُدّ من أن يكون متحمساً للروسي بوتين ومن المقاتلين معه في أيّ حرب من سورية إلى أوكرانيا .
هؤلاء المتعلقون بالمستبدين ليسوا رعاعاً ولو كانوا لما إنتبه أحد لهم لأن من طبيعة هذا الصنف المنتشر في تاريخ وجسم الأمّة أن يكون مع معاوية لا مع عليّ عليه السلام رغم أن نخبة ذاك الزمان كانت أيضاً تقف إلى جانب الطواغيت بإستثناء قلّة محدودة جداً .
أكثر المؤيدين لبوتين في حربه على أوكرانيا هم من اللاجئين في بلاد الغرب ممن ينعمون بنعم هذه البلاد التي يلعوننها ويشتمونها إضافة إلى بقايا اليساريين العرب من قوميين وشيوعيين ومنتفعين من المؤلقة قلوبهم ممن حلقوا شواربهم وعفّوا عن لحاهم كي ينعموا بالفيء وهم يغزون بألسنتهم .
لسنا مع أميركا ولا ندافع عن الغرب في كل سياساتهم الخارجية التي تساعد على تعميم هذه الظواهر المرضية كي لا تنهض ظواهر معتدلة لأن العقلية العفنة للغربيين قائمة على دعم التطرف في العالمين العربي والإسلامي وتصفية مقدمات الإعتدال كلما برزت هنا أو هناك .
لذا نتقاطع مع من يرى بأميركا أمّ مشاكلنا الداخلية من خلال حمايتها للنماذج السلطوية الفرعونية وللتيارات المعارضة المتطرفة على حدّاء سواء ولا حاجة لبذل الكثير من الجهد لتأكيد ما أكده الأميركيون أنفسهم بأنهم يحمون هذه الأنظمة ويسهلون للتيارات الأصولية إنتشارهم الكثيف في الغرب ويدفعون بهم إلى واجهة السلطة حيث تقتضي المصالح الأميركية ذلك .
هذا التقاطع هنا مفاده أن أميركا هي الشيطان الأكبر دون جدل ولكن أن نكون مع شيطان آخر مشوّه فهذه صُنعة أبالسة لذا يتأبلس النخبويون العرب في وقوفهم إلى جانب الشياطين على إختلاف هوياتهم وهذا ما يُعيق حقّاً بداهة الرهان على تشكيلات دولية وشبكات إقليمية ليست من جنس الملائكة ولكن على مستوى من الطموح الإنساني .
يبدوأن النخبة العربية منحازة دائماً لهتلر وموسوليني وستالين وكيم جونغ أون وبوتين وهي نخبة تهوى الأنظمة المستبدة لذا وقفت دائماً إلى جانب أكثر نماذجها بشاعة وجريمة .