مازال الموقف الأميركي يحاصر مصر وتونس لتخلص الدولتين من حكم جماعة الإخوان إقتصادياً وسياسياً ورعاية لمنظمات وشبكات رأي وإعلامية وحقوقية متفرغة للنيل من الدولتين بحيث يتم شجب أي خطوة تقدم عليها مصر أو تونس بحق الإسلاميين وتبرز هذه الجهات بشكل مباشر لحظة إندفاع النظامين إلى محاكمة قيادة إسلاموية وإخوانية بالخصوص .
مع كل توجه تونسي لدفع ملف محاكمة نهضة الغنوشي تستعر تلقائياً حملات التعريض برئيس تونس وقذف الحقوق الإنسانية والمواطنة والديمقراطية الوليدة بوجهه وإعتباره مخرب العملية السياسية المنتظمة وفق خيار الأخونة التي أسّست لفساد فاق فساد بن علي وزوجته وشركائهما دون أن يحرك ذلك ساكناً للمتباكين على تونس النهضة من دول عربية وأجنبية ومنظمات إنسانية وحقوقية .
لولا حصانة وحضانة مجلس التعاون الخليجي لمصر لما إستطاع الرئيس المصري من مواجهة الإخوان وليّ أذرعهم الإرهابية ولما تمكّن من الصمود أمام مصالح الغرب المرتبطة بالإسلاميين وضرورة حكم الإخوان للعالم العربي والإسلامي .
يكفي أن ننظر إلى النشاط القطري الإخواني للتأكد من حرص الولايات المتحدة على جماعات الإخوان , لأن بدون موافقة أميركا لا تستطيع قطر أن تكون إخوانية ترعى الأنشطة الإخوانية في كل العالم وبالتالي لما كانت قطر على نار حامية مع كل من مصر وتونس ومع إقرب الدول إليها من مشيخات الخليج الخائفين من تقدم النفوذ الإخواني لأنه يهدّد عروشهم ولهذا دفعت الإمارات والمملكة العربية بالقوّة المطلوبة لخروج مصر من بيعة المرشد وتأمين ما يلزم من أموال لدعم النهضة الإقتصادية في مصر .
كما ان إنسحاب أميركا من أفغانستان وتسليمها مجدداً لحركة طالبان وفق إتفاق يرعى المصالح الأميركة دليل آخر على حرص الإدارات الأميركية المتعاقبة على البيت الأبيض . على إبقاء أفغانستان تحت النقاب الإسلاموي وعدم دعم وتعزيز إتجاهات غير إسلاموية .
تبدو تونس وحدها من تقاتل غريمها الغنوشي دون أيّ دعم توفّر لمصر السيسي ولم يتوفر للخضراء قيس سعيد وتكمن كل قوته وقدرة صموده بالإستناد إلى رغبات الشارع التونسي في ظل معارضين من بقايا اليسار التونسي الملتحق بالنهضة والمدافع عنها كي يحافظ على مكتسبات السلطة التي منحتها النهضة لهم .