وجّهت مجموعة من أساتذة ومعلمات مدارس الكويت الخيرية في لبنان رسالة إلى جمعية التميز الإنساني تناولت أوضاع الإدارة في مكتب لبنان على جميع المستويات، وخاصة بعد وفاة المشرف التربوي الأستاذ عمر محمد إبراهيم باعتبارها محطة تستوجب التحقيق فيما يجري.
فضّل المشاركون في الرسالة عدم ذكر أسمائهم خشية ملاحقتهم من الشيخ مصطفى علوش مدير مكتب لبنان في حال إعلان اعتراضهم على سياساته بأيّ شكل من الأشكال.
نصّ الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وأصحابه أجمعين، ولا عدوان إلاّ على الظالمين،
الإخوة الكرام في جمعية التميز الإنساني في الكويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن أساتذة ومعلِّمات في مدارس الكويت الخيرية في لبنان، نتوجه إلى الإخوة في إدارة المركز الدولي للتعليم النوعي برسالتنا هذه إبراءاً لذمتنا أمام الله ورسوله وأهل الشأن والمؤمنين، حول حقيقة يقوم به مدير مكتب لبنان مصطفى علوش، الذي نشكو إلى الله ثم إليكم ظلمه وطغيانه وجبروته الذي لا ينتهي.
الإخوة الكرام في جمعية التميّز الإنساني في الكويت
لقد صُدمنا نحن زملاء وأصدقاء ومحبّو الأستاذ عمر محمد إبراهيم بخبر وفاته خلال رحلة مركب الموت الذي تعرّض للغرق قبالة ساحل مدينة طرطوس ليل الخميس – الجمعة 23 أيلول 2022، وكان مصدر الصدمة سبب الوفاة، وهو الذي يفترض أن يكون مشرفاً تربوياً يزاول عمله في المؤسسة التي سارعت إلى نعيه على صفحتها على فيسبوك لتنشر النعي باسم "مدارس الكويت الخيرية في لبنان" لـ"المشرف الإداري" فيها الأستاذ عمر إبراهيم".
ولا بدّ من أن تعلموا أنّه لم يكد يمضي على نشر النعي ساعة من الزمن، حتى انهالت التعليقات التي تتّهم مصطفى علوش بالمسؤولية عن وفاة رجل كشفت وفاتُه حجم محبة الناس له ومكانته عند شريحة واسعة من اللبنانيين والسوريين، في طرابلس والشمال وفي الخارج أيضاً.
ونحن لا نستغرب أن تنهال الاتهامات على علوش بالمسؤولية عن وفاة الأستاذ عمر رحمه الله، وهو الذي كان من أوائل مؤسسي مشروع مدارس الكويت الخيرية في لبنان وأكثرهم كفاءة ونشاطاً ومثابرة وإنتاجاً، لكنّه تعرّض لمسارٍ طويل من الإساءة والتمييز والإقصاء والتهميش، منعه من ممارسة مهامه، وإبقائه محاصَراً في المؤسسة التي عمل جاهداً في إرساء قواعدها وتنظيم أقسامها، بكلّ أمانة وشفافية وكفاءة ونزاهة.
أيها السادة الكرام
لقد بقي الأستاذ عمر إبراهيم صامداً يحاول البقاء وإصلاح الانحرافات القائمة في المشروع، لكنّ مصطفى علوش تجاوز المصالحة الشكلية التي عقدها مع الراحل بعد تدخّلات عدة، ليواصل ضغوطه عليه فأجبره على توقيع تعهّد مُذِلٍّ ترك آثاراً شديدة السلبية عليه رحمه الله، حتى دفعه إلى الاستقالة مع زوجته السيدة عبير حريباتي قبل ثلاثة أشهر، بعد يأسه من تحصيل حقوقه وممارسة مهامه في الإشراف الحقيقي والفعلي على العملية التربوية القائمة في مدارس الكويت الخيرية في لبنان.
وهنا نعيد التأكيد أنّ مدير مدير مكتب لبنان مصطفى علوش مارس سياسة التمييز ضدّ الأستاذ عمر إبراهيم على المستويين المادي والمعنوي، حيث كان الراحل الأقلّ تقاضياً لحقوقه في الجانب المالي من سواه في المكتب، فتدهورت أوضاعه النفسية والمادية حتى استقال مع زوجته السيدة عبير حريباتي، ليلجأ إلى الخيار الخطر المتمثل في الهجرة غير الشرعية عبر مراكب الموت، بعد انسداد السبل في وجهه رغم كلّ التضحيات التي بذلها في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة لمشروع مدارس الكويت الخيرية في لبنان.
من هذا المنطلق،
ندعو الإخوة في الكويت إلى الاطلاع ومراجعة ما عبّر عنه المرحوم عمر إبراهيم من معاناته من خلال صفحته على فيسبوك، ومن ذلك ما قاله:"تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى.. ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم والسماح للطلبة بالغش ..!! فيموت المريض على يد طبيب نجح بالغش..! وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش..! ونخسر الاموال على يد محاسب نجح بالغش..! ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش..! ويضيع العدل على يد قاضي نجح بالغش..! ويتفشى الجهل في عقول الأبناء على يد معلم نجح بالغش..! إنهيار التعليم - إنهيار الأمة إدارة فاشلة - إنهيار المؤسسات".
الإخوة الكرام
كان من أكثر ما استغربناه واستهجنّاه ذلك النعي الوقح الذي نشره السيد مصطفى علوش للمرحوم عمر إبراهيم على صفحة مكتب لبنان، فكيف يُقدِم علوش على نعيه، وهو المضطهِد الأول له، والمتسبّب في "تطفيشه" وإيصاله إلى خيار بائس، ولا يحضرناه هنا سوى المثل القائل:"يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، ولا يمحو هذه المسؤولية قيامه بمحو التعليقات الغاضبة التي قوبل بها هذا النعي المصطنع، حيث قام المشرف على صفحة فيسبوك الخاصة بمكتب لبنان، بالمحو السريع للاتهامات التي كالها لهم جمهورٌ أبدى غضبه الشديد من ممارسات علوش التي أصبحت شديدة الخطورة.
وفي هذا السياق نذكّركم بمسؤولية علوش عن إيصال المعلمة التي طردها تعسفياً في أوقات سابقة إلى الأزمة القلبية القاتلة، بعد أن حوّل علوش حياتها إلى جحيم، وبقيت أشهراً طوالاً تحاول لقاءه لتشرح له مظلمتها من دون جدوى.. كما نستذكرأساتذة آخرين مرّوا بحالة مماثلة، ومنهم أحد المشرفين التربويين السابقين، وهو ياسين شرف، الذي عانى من التسلّط المتمادي لعلوش، وتعرّض لذبحة قلبية، ثمّ قدّم استقالته وهاجر إلى مصر.
لقد تمكّن علوش من تهجيرأغلب الكفاءات، فأخرج نخبة الأساتذة من أهل الخبرة والاختصاص والإخلاص، وقد سعَوا إلى تعليم أبنائهم بعد أن أصبحوا في دار لجوء قسريّ، ووجدوا في الدعم الكويتي الكريم واحة أمان وإنسانية في هذا الزمن الصعب.. بعد أن فرّوا من بطش النظام السوري، فوجدوا جلاّداً جديداً، وفرعوناً صغيراً يستقوي عليهم بكبريائه وسطوته، لتزداد غربتهم ومأساتهم بدل أن يكون مشروع كويت الخير بلسماً لجراحهم، كما أراد داعموه الكرام.
السادة الكرام في جمعية التميّز الإنساني
لقد أردنا في رسالتنا هذه التعبير عن حالة القهر من هذا الظلم، خاصة بعد أن دخلنا منزل الراحل العزيز الأستاذ عمر إبراهيم لتقديم العزاء لزوجته، فوجدنا بيتاً خالياً من حطام الدنيا، ويفتقر إلى الأساسيات، وعائلة تعيش في أصعب الظروف، ليضاف إلى مأساتها فقد الزوج والأب والمعيل! ولندعوكم إلى وقف هذا النزف من ضحايا السيد علوش.
فنحن نؤكّد لكم بأنّ المرحوم عمر إبراهيم لن يكون الأخير في سلسلة ضحايا علوش والذي تحوّل إلى معقل للاستئثار ومعتقل اضطهاد لكلّ الجادين والمخلصين في هذا المجال.. محمِّلين علوش مسؤولية وفاة المرحوم عمر إبراهيم، بسبب اضطهاده ودفعه للاستقالة مع زوجته السيدة عبير، فإلى متى يستمرّ سكوت أهلنا في الكويت على هذه الممارسات التي تكشف الأيام عن المزيد منها، وتفضح جوانب الظلم البعيد كلّ البعد عن الأهداف الإنسانية النبيلة التي أنشأ أهلنا في الكويت مشروع مدارس الكويت الخيرية لأجلها.
ندعوكم أخيراً إلى الحضور إلى لبنان وإلى تعليق مهام علوش وفتح تحقيق شامل يطال جميع النواحي الإدارية والسلوكية والمالية والأخلاقية ومسار العلاقات مع المجتمع وكيفية التعامل مع الأفراد والمؤسّسات، وكيفية تضييعه للكثير من الحقوق وإساءته الدائمة لسمعة المكتب على جميع المستويات.